دخل المئات من عناصر أفراد التعبئة المجندين والمعاد تجنيدهم بين سنوات 1995-1999 منذ صباح أمس الأحد في اعتصام مفتوح في ساحة البريد المركزي، وأكدوا أنهم لن يتزحزحوا من أماكنهم إلا إذا رضخت وزارة الدفاع الوطني لكامل مطالبهم، وأهمها إعادة الاعتبار المعنوي والمادي لهذه الفئة. انطلق التوافد على العاصمة منذ الصباح الباكر، حيث التحق العشرات منهم بمحطة خروبة بداية من الساعة الثالثة صباحا قادمين من 48 ولاية خاصة منها الولايات الداخلية والحدودية، قبل أن يتجمهروا جميعهم في ساحة البريد المركزي التي ستحتضن الاعتصام المفتوح. وقابلت مصالح الأمن الاعتصام بتطويق ساحة البريد المركزي بجدار من الأعوان، ولم تقع اشتباكات بين الطرفين إلى غاية مساء أمس الأحد، إلا بعض المناوشات التي أعقبت محاولة بعض الأعوان الخروج والدخول إلى الطوق الأمني، والتي قابلها الأعوان بحدة وتوتر شديدين تم التحكم فيه من طرف المنظمين من أجل التأكيد على سلمية الاعتصام. وقال عضو المجلس الوطني وممثل فئة أفراد التعبئة عبد القادر بن يطو ل “الخبر”، إن التجنيد انطلق منذ الإعلان عنها قبل أسبوع، حيث حضروا لها عبر التحسيس وسط المجندين والمعاد تجنيدهم وعقد لقاءات جهوية آخرها كان في ولاية غليزان، حيث التقوا بممثلي المجلس في الغرب من أجل التجند الكامل لاكتساح ساحة البريد المركزي بالعاصمة في اعتصام سلمي مفتوح. ولقد أصر ممثلو هذه الفئة وخاصة البطالون منهم على المطالبة بحقوقهم كاملة إلى غاية تلبيتها لأنها “حقوقهم التي لن يتنازلوا عنها مهما حدث”، إلى أن ترضخ وزارة الدفاع الوطني لمطالبهم التي يجب أن يتجسد عبر قرار جدي ورسمي، وأضاف نفس المصدر قائلا “سنبيت في العراء إلى غاية تحقق مطالبنا المشروعة ولن نتراجع مهما كان”، كما طالبوا بالمسؤولية التاريخية بعد أن لبوا نداء الوطن خلال العشرية السوداء، ولكنهم، بالمقابل، لم يحصلوا على أدنى حقوقهم. واستجاب عدد كبير من المتظاهرين لموقعة 6 أفريل أمس، حيث قدر بن يطو عددهم بألفي عنصر اكتسحوا الساحة، وعبر جميعهم عن استيائهم من “سياسة الصمت” التي تنتهجها الوزارة خاصة بعد اللقاء الذي جمع بين الطرفين ولم تجسد توصياته لحد الآن، واستعاد الحاضرون للشعارات التي رفعوها وأهمها “نريد التفاتة إلى هذه الفئة المنسية التي ضحت من أجل الوطن”، “لن نسمح في حقنا حتى يراد لنا الاعتبار”، كما انتقدوا الوزارة الوصية “كفانا من الوعود الكاذبة”، “نطالب بلقاء القايد صالح”، كما رددوا “أعطونا حقنا”، “لا للسياسية نعم للمطالب الاجتماعية”. ويطالب أفراد التعبئة بالاعتراف والتقدير والاستفادة الكاملة من قانون المصالحة والوئام المدني وتعويضهم معنويا وماديا، وإصدار نص قانوني من أجل استفادتهم من منحة شهرية، إضافة إلى التعهد بالتكفل الصحي لهذه الفئة والاستفادة من امتيازات المركز الصحي، والحصول على الأولوية في السكن والعمل، وتسوية وضعية الضمان الاجتماعي، وقروض دون فوائد، ورخص الاستغلال. وينتظر أن يبيت أعوان أفراد التعبئة في ذات الساحة ومواصلة الاحتجاج بشكل يومي إلى غاية تحقق مطالبهم، حيث أكدوا جميعهم أنهم “سيبيتون في العراء لافتكاك حقوقهم المهضومة”.