العلاقات القطرية السعودية كانت جوهر لقاء كيري وتميم كنا على علم بالاجتماع الأمريكي القطري في الجزائر ولم نحضره على هامش لقاء وزراء الخارجية العرب في العاصمة المصرية القاهرة، التقت "الخبر" وزير الخارجية رمطان لعمامرة، وأجرت معه هذا الحوار، والذي وقفت فيه عند الحدث الأبرز والهام الذي تعيشه الجزائر ألا وهو الانتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها في 17 أفريل المقبل، وعن الظروف التي تجري فيها الحملة الانتخابية، كما سألته عن زيارة وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، وأمير قطر، الشيخ تميم، واللقاء الذي جمع الرجلين في الجزائر. ووقف عند السياسة الخارجية الجزائرية والتعاون العربي المشترك والوضع في مصر، ودور الجزائر لاستئناف نشاط القاهرة على مستوى الاتحاد الإفريقي. هناك بعض التخوفات لدى الجزائريين مما بعد 17 أفريل.. فما رأيكم في هذه التخوفات ؟ التخوف عنده أساس، حقيقة هناك حملة انتخابية نشيطة من منطلق الوعي بأهمية الاستحقاق الرئاسي، وكل الأطراف المتنافسة تبذل جهدا كبيرا من أجل إيصال كلمتها للمواطنين، بينما هناك عدد من التصرفات، مثلما لاحظنا ”دخيلة” على متطلبات التنافس السلمي والشريف بين أقطاب السياسة الوطنية، وشخصيات تتمنى أن تحظى بالوصول إلى سدة الحكم، وهذا يحصل ربما مع بعض التجاوزات المؤسفة، لكن هذا لا يعني بالمطلق أن الأمر يتجاوز إطار الحراك السياسي، ومحاولة تسجيل النقاط بكل وضوح، وهي مسابقة مفتوحة للأفكار والنشاط ومحاولات الإقناع، ونتمنى أن تكون كل هذه المجهودات المبذولة نتيجتها مشاركة فعلية وكبيرة من الناخبين، وأن يحتكم الجميع لإرادة الشعب، وأن يتقبل الجميع النتائج، لأن ظروف إجراء الانتخابات والضمانات المتوفرة لكافة المترشحين وللمراقبين الدوليين وللإعلام، كل هذه الظروف تكاد تكون مثالية لكل الأنظمة التي ترتب انتخابات تعددية، إذن أعتقد أن حكم الوعي السياسي للمواطنين، وروح المسؤولية لدى المرشحين والمسؤولين عن الحملات الانتخابية، وبحكم الضمانات القانونية المتوفرة، يصبح من الطبيعي أن يتقبل الجميع إرادة الشعب. تبقى مجرد تجاوزات معزولة من طرف أفراد وجماعات لا تعطي مثالا مشرفا على ما يجب أن يتسم به العمل السياسي في الإطار التعددي أشرتم في حديثكم إلى بعض التصرفات التي وصفتموها ب”الدخيلة”، ما تعليقكم على ما يجري في تجمعات بوتفليقة، والاعتداء على الصحفيين الذين صحبوا حملته في بجاية على سبيل المثال؟ هو موجود بطبيعة الحال ولا يوجد تبن رسمي من أي جهة لهذه التجاوزات، إلى أن يثبت أنه فيه حملة انتخابية معينة أو طرف معين لهذه الأحداث المؤسفة، تبقى مجرد تجاوزات معزولة من طرف أفراد وجماعات لا تعطي مثال مشرف على ما يجب أن يتسم به العمل السياسي في الإطار التعددي، وإنما كذلك لا يجب أن يعطى لهذا الأمر حجم أكبر من حقيقته، ويبقى الأمر متواضعا، وهناك من ينادي بالمشاركة وهناك من ينادي بالمقاطعة، ويبقى الشعب صاحب السيادة وهو الذي يحكم يوم الانتخابات. . نتمنى من الجميع أن يحتكموا لإرادة الشعب وأن يتقبلوها . سنوفر الحد الأدنى حتى يكون 6 إلى 7 مراقبين وملاحظين في كل ولاية من ولايات الجمهورية وما هو تقييمكم لمشاركة وفود المراقبين العرب والأجانب في الانتخابات؟ مشاركة معقولة، سنوفر مستوى معين من الحد الأدنى حتى يكون 6 إلى 7 مراقبين وملاحظين في كل ولاية من ولايات الجمهورية، رياضيا ممكن طبعا لقيادات هذه المجموعات أن تقرر أن تنشر عددا أكبر في ولاية ما من منطلق مراعاة عدد السكان أو عدد مكاتب الاقتراع، وأن يكون في كل ولاية خمسة أو ستة، هذا معقول جدا بالنسبة للملاحظين، بالإضافة إلى أكثر من 150 صحفي أجنبي تم تسجيلهم إلى الآن، وهذا العدد مرشح للازدياد، أعتقد أنها عملية انتخابية ستجرى بشفافية وبكل ديمقراطية. النقطة المهمة عندما نتحدث عن الضمانات أن القانون الجزائري ربما ينفرد في بعض التشريعات الوطنية على مستوى الضمانات، إذ أنه في كل مكتب اقتراع، من حق كل مترشح أن يكون ممثلا، منذ فتح المكتب إلى غلقه، من طرف ممثل معتمد، من حقه كذلك أن يحصل على نسخة من كل المحاضر اليومية، ناهيك عن محضر فرز الأصوات، حتى هذه العملية بالذات تجعل المراقبة الوطنية أهم بكثير من المراقبة الدولية، التي هي إضافة فقط، وبخصوص المراقبة الوطنية.. عندنا 6 مرشحين و50 ألف مكتب اقتراع، إذا كان كل واحد منهم يعين واحدا في كل مكتب، فسيكون هناك 300 ألف مراقب عبر كل التراب الوطني، وهذا هو الصحيح، لأن الملاحظ الوطني الذي يعينه كل مرشح يبقى بالمكتب طول النهار ويشارك في الفرز ويحصل على نسخة رسمية من المحضر، وهذه ضمانة كبيرة بالإضافة إلى اللجان وإمكانية تضافر الجهود بين المرشحين، لأنه من الصعب على كل مرشح أن يوفر 50 ألف مراقب، إنما يمكن وضع قواهم مع بعض، ويكون هناك تضافر الجهود. والعملية الانتخابية مع الجاليات الجزائرية في الخارج والتي ستسبق بالتصويت، نأمل أن تكون بدرجة كثيفة وأن تكون الجزائر مثالا تعطي بقية العالم درس فيا التمسك بمكاسب الديمقراطية والممارسة الديمقراطية بروح رياضية. ليس هناك تدخل ومن يقول إنه يوضع في جدول أعماله انتخابات الجزائر مع أي شريك أجنبي، فهذا غير صحيح متابعون للمشهد الجزائري رأوا في زيارة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، التي جاءت قبيل أيام عن موعد الانتخابات الرئاسية، بمثابة تدخل في الشأن الداخلي الجزائري، ما قولكم؟ الدفاع وترقية مصالح الجزائر لا يمكن أن يكون عملا موسميا، وأن نقفل الباب على العلاقات الدولية مع الخارج إلى أن ينتهي موسم الحملة الانتخابية، أو موسم الحج أو موسم السنة الدراسية، معناها 365 يوم في السنة، والجزائر تتعامل مع الشركاء الأجانب بالطرق المتاحة، السفارات تعمل طول السنة والزيارات متواصلة سواء نزور شركاءنا وأصدقاءنا، أو هم يزوروننا، وهذا لا يعني بتاتا أنه تدخل في شؤوننا الداخلية، وإنما هناك اهتمام نعم، لكن ليس هناك تدخل، ومن يقول إنه يوضع في جدول أعماله انتخابات الجزائر مع أي شريك أجنبي، فهذا غير صحيح. . هناك تصرفات دخيلة على متطلبات التنافس السلمي والشريف بين أقطاب السياسة الوطنية . هناك شخصيات تتمنى أن تحظى بالوصول لسدة الحكم مع بعض التجاوزات المؤسفة وماذا عن اللقاء الذي جرى بين كيري وتميم، هل كان مبرمجا وهل كان للجزائر حضور في الاجتماع؟ لم نحضر الاجتماع لأنه كان بين الطرفين، وكون أمير دولة عربية ووزير خارجية بحجم أمريكا يلتقيان بالجزائر، هذا دليل على أن الجزائر عاصمة كبيرة وتلفت الأنظار، ويهتم بها الناس، وأنها منفتحة للإعلاميين والدبلوماسيين وغيرهم، وقد كنا على علم بالاجتماع، والدولتان اغتنمتا الفرصة ولديهما علاقات دبلوماسية، أنا مثلا متواجد بالقاهرة، ما الذي يمنعني من لقاء الوفد الفلسطيني أو أي وفد آخر موجود بالقاهرة، وأكيد سأغتنم الفرصة. وهل اللقاء يتعلق بالوساطة بين قطر والسعودية؟ هذا في جوهر الموضوع ونحن لم نحضر. من الصعب على كل مرشح أن يوفر 50 ألف مراقب هل توافقون الطرح الذي يقول إن الجزائر بدأت تستعيد دورها في العديد من القضايا العربية والإقليمية، خاصة على مستوى جامعة الدول العربية ؟ لا أعرف ماذا تقصدين بفكرة عادت، أكانت غائبة في مرحلة معينة؟!، أنا أرى أنه ربما الأساليب تختلف والظروف الدولية كذلك تتطلب استعمال بعض المناهج في بلورة المواقف، وهناك أسلوب وطني جزائري نتبعه، وأساليب الأفراد الذين يقومون بتمثيل الجزائر. والتزام الجزائر بالقضايا المصيرية والعربية والإفريقية، وكل القضايا التي تتربط باسم الجزائر ونشاطها وتضحي من أجلها، هذا ثابت ومستمر. والسياسة الخارجية المعروفة بها الجزائر، والتي ساهم في إنجازها وتمثيلها وتحقيقها الرئيس بوتفليقة لفترة 15 سنة عندما كان وزيرا للخارجية أثناء عهد الرئيس الراحل هواري بومدين، هي نفس السياسة التي طبقها وهو رئيس الجمهورية، مع التأقلم مع تطورات الساحة الدولية والقضايا الإقليمية. هناك قناعة بأن الدور الجزائري مازال مرغوبا فيه، والجزائر مستعدة لأن تقدم أكثر للقضايا العربية ودعم العمل العربي المشترك في إطار جامعة الدول العربية، وفي نهاية ماي المقبل عندنا اجتماع مؤتمر وزاري لحركة عدم الانحياز في الجزائر. ولما تنظر للأحوال الدولية تجد أننا نحن في أشد الحاجة لحركة قوية تعكس رغبات وقيم ومثل، كنا دائما وأبدا ندافع عنها كجزائر، لتعزيز الاستقلال الوطني والتعاون بين الدول النامية من أجل فرض حقوقها على الساحة الدولية. ننسق مع مصر بشأن عودتها للاتحاد الإفريقي ولا نتدخل في شأنها الداخلي استكمالا لدور الجزائر عربيا وإقليميا وإفريقيا، هل تعمل الجزائر على استئناف نشاط مصر في الاتحاد الإفريقي؟ نحن ننسق مع الحكومة المصرية في هذا الأمر. وهل تعتقدون أن انتخاب السيسي سيرفع تجميد عضوية مصر في الاتحاد الإفريقي؟ لا أتدخل في الشؤون الداخلية لمصر، وبالتالي لا تعليق. حسب الوزير رمطان لعمامرة مليون و9000 جزائري في المهجر سينتخبون يوم السبت تحدث وزير الخارجية، رمطان لعمامرة، في لقاء مع ”الخبر”، على هامش اجتماع وزراء الخارجية العرب، عن التحضيرات الأخيرة للانتخابات الرئاسية، التي ستنطلق بالخارج يوم السبت المقبل، وإلى غاية ال17 من الشهر الجاري، لافتا إلى أن جميع الشروط متوفرة ومتاحة لانطلاق عملية الاقتراع في الموعد المحدد. وكشف أن عدد الناخبين الجزائريين المسجلين المقيمين بالخارج هو مليون و9000، و398 مكتب اقتراع، موزعين عبر العالم. وأوضح لعمامرة أنه تم اتخاذ كل التدابير والجوانب القانونية لإنجاح العملية الانتخابية، بالتنسيق مع وزارات الخارجية والداخلية والعدل، وكذا لجنة مراقبة الانتخابات بالخارج. وتوقع المسؤول الأول عن الخارجية الجزائرية أن تساهم كل هذه العوامل التي وفرتها الدولة في أن تكون نسبة المشاركة معقولة. وأضاف: ”أظن أن نسبة المشاركة ستكون معقولة، بالنظر إلى كل العوامل التي وفرتها الدولة، ووعي المواطنين خاصة عندما يتعلق الأمر باستحقاقات مصيرية، مثل الانتخابات الرئاسية، وأتوقع أن تؤدي الجالية الجزائرية في المهجر دورا طلائعيا، من منطلق الوعي والعلاقة القوية مع الوطن الأم، وكذا الرغبة في المساهمة في تطوير المسار الديمقراطي والتعددية في الجزائر، وأملنا وقناعتنا أن تكون الجالية مرة أخرى في طليعة هذه الهبة الوطنية الكبيرة لإنجاح هذا الاستحقاق المصيري”.