بوتفليقة يدعو واشنطن لتعزيز التعاون الاستخباراتي و التعليم و نقل التكنولوجيا دعا رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، لدى استقباله وزير الخارجية الأمريكي، إلى تكثيف التعاون الاستخباراتي وتبادل المعلومات بين الأجهزة الأمنية في البلدين بصورة "آنية" لمواجهة الجماعات الإرهابية في الصحراء ودول الساحل، وقال بأن الجزائر تتطلع لمزيد من التعاون في التعليم العالي ونقل التكنولوجيا. استقبل رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، الخميس، كاتب الدولة الأمريكي جون كيري الذي قام بزيارة عمل إلى الجزائر. وجرى اللقاء بحضور وزير الدولة و رئيس الديوان برئاسة الجمهورية أحمد أويحيى و وزير الشؤون الخارجية رمطان لعمامرة.وظهر الرئيس بوتفليقة واقفا ، ما يؤكد تحسن وضعه الصحي، قبل أيام عن موعد الانتخابات الرئاسية، وبث التلفزيون الجزائري في نشراته صورا للرئيس بوتفليقة واقفا عند مصافحة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الذي التقاه بإقامة الدولة بزرالدة. وتحدث الرئيس بوتفليقة مطولا مع وزير الخارجية الأمريكي، الذي أبدى رغبته في زيارة منطقة الطاسيلي في الجنوب، وقال بان "أجندته لا تسمح له المكوث لأكثر من يومين". ورد عليه بوتفليقة مازحا، انه بعد حصوله (كيري) على جائزة نوبل للسلام "في إشارة إلى جهوده لإحياء المفاوضات في الشرق الأوسط" يمكنه حينها التفرغ وزيارة الجزائر ليرتاح بها. وسأل بوتفليقة، المسؤول الأمريكي عن أحواله، ورد عليه هذا الأخير بأنه "بخير وسعيد لرؤيته".وشدد بوتفليقة، على ضرورة تكثيف التعاون بين البلدين، خاصة في مجال تبادل المعلومات الأمنية والتكنولوجيا، وقال بان العلاقات بين البلدين "غير متوازنة" مشيرا بان الجزائر مستعدة لأداء ما عليها، وتنتظر من الطرف الأمريكي المعاملة بالمثل، وهنا طلب وزير الخارجية الأمريكي، بتحديد المجالات التي ترغب الجزائر تعميق التعاون فيها، ورد الرئيس بوتفليقة "بان الولاياتالمتحدة تمتلك تكنولوجيا الاستخبارات التي لا تمتلكها الجزائر". وقال كيري بان بلاده مستعدة "للعمل مع الجزائر حول كل هذه الملفات"، وهنا رد الرئيس بوتفليقة بان "المعلومات لن تكون ذات قيمة إلا إذا أتت في حينها وفي الوقت المناسب" وأشار بهذا الخصوص إلى منطقة الساحل والصحراء بالتحديد وقال بوتفليقة "إذا جاءت المعلومات متأخرة بساعة لن تكون قابلة للاستغلال". أنيس نواري واشنطن تؤكد بأنها ستتعامل مع الرئيس الذي يختاره الجزائريون لعمامرة : الرئاسيات شأن داخلي لا نناقشه لا مع الولاياتالمتحدة ولا مع قطر نفى وزير الشؤون الخارجية، رمطان لعمامرة، مناقشة ملف الانتخابات الرئاسية مع نظيره الأمريكي، جون كيري، وأمير قطر، خلال الزيارة التي قاما بها إلى الجزائر، موضحا بان الرئاسيات شأن داخلي لا يناقش مع الشركاء، وأكد بان قرار الاتحاد الأوروبي عدم إرسال مراقبين لا "يقلل من شان الرئاسيات"، من جانبه أكد وزير الخارجية الأمريكي، بان بلاده تتطلع إلى انتخابات رئاسية تتسم بالشفافية. رد وزير الخارجية رمطان لعمامرة، على التساؤلات التي أثارها بعض السياسيين، حول تزامن زيارة وزير الخارجية الأمريكي، وأمير قطر للجزائر، مع الانتخابات الرئاسية المقبلة، وقال لعمامرة في تصريح للصحافة على هامش اجتماعه بنظيره الأمريكي، بأنّ زيارة جون كيري وأيضا أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ليست متعلقة بالانتخابات الرئاسية المرتقبة في 17 أفريل الجاري. وأضاف لعمامرة أنّ "الانتخابات الرئاسية شأن داخلي يخص الجزائر ولا تناقش مع الشركاء"، و أعتبر لعمامرة أن هاتين الزيارتين "تدلان على أهمية التعاون بين هذه الدول والجزائر وعلى اطمئنان المجموعة الدولية على أن الانتخابات الرئاسية في الجزائر تسير بطريقة ديمقراطية و شفافة". من جانبه ذكر كاتب الدولة الأمريكي، جون كيري، في كلمته المكتوبة باللغة الانجليزية، لدى افتتاح أشغال الدورة الثانية للحوار الاستراتيجي الجزائري الأمريكي، إن بلاده "تتطلع لانتخابات رئاسية في الجزائر تتسم بالشفافية بما يستجيب للمعايير الدولية"، وقام مسؤول بالخارجية الأمريكية كان مكلفا بترجمة كلمته إلى الفرنسية بترجمة العبارة قائلا "إننا مرتاحون لكون الانتخابات الرئاسية المقررة في 17 ابريل تجري في إطار الشفافية". وأضاف كيري، بأن الولاياتالمتحدة ستعمل "مع الرئيس الذي يختاره الشعب الجزائري بالشكل الذي يقود إلى المستقبل الذي تستحقه الجزائر و جيرانها حيث يمكن للمواطنين التمتع بحرية ممارسة الحقوق المدنية والسياسية، والإنسانية". كما أشار إلى أهمية الاستقرار السياسي الذي يمنح ضمانات للشركات العالمية للاستثمار على المدى الطويل. قرار الاتحاد الأوروبي لا يقلل من شأن الرئاسيات وتطرق وزير الخارجية رمطان لعمامرة، لقضية رفض الاتحاد الأوروبي إرسال بعثة ملاحظين، والاكتفاء ببعثة خبراء، حيث نفى مجددا تأخر الجزائر في إرسال دعوة إلى الإتحاد الأوروبي، و قال لعمامرة أن الدعوة وجهت للإتحاد الأوربي مثلما وجهت للجامعة العربية و الإتحاد الإفريقي و أن الأخير " وحده من يقرّر أي الدول في حاجة أكثر إلى المراقبين من غيرها " وأوضح لعمامرة بان عدم إيفاد بعثة أوروبية، لا يقلل من شان الانتخابات، في رده على بعض الأطراف التي قرأت في القرار الأوروبي على انه تشكيك في مصداقية الانتخابات، وقال أن من حق الهيئات الدولية رفض إرسال مراقبين أو ممثلين عنها و يبرر ذلك بالمعطى المالي و يقول : " أحيانا تكون إمكانياتهم المالية محدودة من ناحية ميزانية مراقبة الانتخابات في العالم " . و أوضح لعمامرة أن هذه الهيئات وحدها من تستطيع تقدير أهمية و أولوية المناطق أو البلدان التي يتطلب فيها وجود مراقبين عنها عن غيرها من المناطق على اعتبار أنها تعيش أوضاعا خاصة مثلما هو الحال عليه في مصر و قال أن اكتفاء الاتحاد الأوروبي بإرسال فوج من المحررين الانتخابيين إلى الجزائر و نشر عدد أكبر من الأفواج في دول و مناطق أخرى " ليس موقفا ضد الجزائر أو تقليل من أهمية الانتخابات فيها ". من جانب أخر، رفض لعمامرة التعليق على الخرجة الأخيرة لكل من الجنرال المتقاعد محند الطاهر يعلى ووزير الخزينة العمومية السابق علي بن نواري، اللذين قاما بمراسلة جهات أجنبية منها وزير الخارجية الأمريكي، بخصوص الأوضاع الداخلية في الجزائر. وقال لعمامرة للصحفيين "لا تعليق لي حول الموضوع ولا أتدخل في مراسلات وبريد الآخرين" وأضاف لعمامرة قائلا: "فليكتبوا ما يريدون ويراسلوا من يريدون". عدم مشاركة الجزائر عسكريا خارج الحدود لا ينفي تعاونها ضد الإرهاب وتحدث لعمامرة من جانب أخر، عن موقف الجزائر من مكافحة الإرهاب ورفضها إرسال قوات عسكرية خارج حدودها، وقال بأن عدم مشاركة الجزائر بوحداتها القتالية خارج حدودها لا ينفي تعاونها الأمني و العسكري مع دول الجوار. موضحا بان الجزائر تساهم في التكوين و في التجهيز و في تبادل المعلومات". وأضاف الوزير: "الدليل على ذلك أن هيئة الأركان المتخصصة في محاربة الإرهاب في منطقة الساحل موجودة بتمنراست، وقد أنشئت باقتراح من الجزائر، وكذلك المركز الإفريقي للدراسات والأبحاث حول الإرهاب أنشئ بالجزائر العاصمة". وحول الملف السوري، قال وزير الخارجية، أن نظيره الأمريكي جون كيري "اهتم بإقتراح الجزائر حول ضرورة إيجاد حل سياسي للازمة في سوريا عوض الحل العسكري وحول العديد من القضايا الدولية الأخرى". أنيس نواري لعمامرة يؤكد بأن الجزائر ساهمت في تجهيز جيوش دول الساحل واشنطن تدرس زيادة المساعدات الأمنية للجزائر لمكافحة الإرهاب أعلن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، بان بلاده تبحث مع الجزائر زيادة المساعدات الأمنية، دون تحديد طبيعة هذه المساعدات، وأبدى استعداد بلاده لتقديم مزيد من الدعم في مجال مكافحة الإرهاب، مؤكدا بأن الجزائر تشكل "قوة إقليمية" تساهم في ضمان الاستقرار و السلم في المنطقة. واعتبر من جانبه وزير الخارجية، رمطان لعمامرة أن "الشراكة مع الولاياتالمتحدةالأمريكية تتجه نحو تحالف مبني على أسس صلبة، وشدد لعمامرة على أن "الجزائر بلد متمحور حول السلم ومصدر للاستقرار". اعتبر كاتب الدولة الأمريكي، جون كيري، بأن "الجزائر تشكل قوة إقليمية تساهم في ضمان الإستقرار والسلم في المغرب العربي وإفريقيا والعالم العربي". وقال كيري، في كلمته لدى افتتاح أشغال الدورة الثانية للحوار الاستراتيجي الجزائري الأمريكي، بان الجزائر "تشكل نموذجا في محاربة الإرهاب". وأكد أن الجزائر "تملك إمكانات كبيرة تؤهلها لأن تكون في مقدمة الدول العربية والإفريقية". وأكد وزير الخارجية الأمريكي، بان بلاده تعتزم تقديم المزيد من الدعم للجزائر في مجال مكافحة الإرهاب. وقال بهذا الخصوص " الولاياتالمتحدة ستواصل تضامنها مع الجزائر في مكافحتها للإرهاب و ستواصل العمل معها في إطار المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب"، وقال بان المباحثات مع الطرف الجزائري ستتناول زيادة المساعدات الأمنية، دون أن يفصل في طبيعة هذه المساعدات، وان كان موضوع توريد الأسلحة مدرج ضمن أجندة المباحثات. وأضاف في السياق ذاته، بان بلاده تريد تفعيل هذا التعاون مع الجزائر، ليشمل الأجهزة الأمنية التي قال بان "لديها الأدوات و التدريب اللازم من أجل هزيمة القاعدة و غيرها من الجماعات الإرهابية". مضيفا بان الولاياتالمتحدة ستعمل على معالجة عدم الاستقرار الذي انتشر في جميع أنحاء المغرب العربي و الساحل. وأشاد كيري، بالجهود التي تبذلها الجزائر في ضمان استقرار منطقة الساحل و مالي و النيجر". وأشار إلى مساهمة البلدين في بناء دول قانون تتوفر على اقتصاد منتج في بلدان الساحل و إفريقيا". مضيفا بان آفة "تهدد أمن العالم بأسره". مشيرا إلى أن الجماعات الإرهابية " لا توفر لا التعليم و لا الشغل و لا الصحة" بل هي "تدمر و تريد فرض املاءاتها". موضحا بان الشباب الذين يشكلون الأغلبية في المغرب العربي والساحل والشرق الأوسط، بحاجة إلى فرص التعلم والعمل ولا يتأتي ذلك كما قال "من خلال العبوات الناسفة والعنف". من جانبه، أشاد وزير الشؤون الخارجية رمطان لعمامرة، بمستوى العلاقات والتعاون بين الجزائروالولاياتالمتحدةالأمريكية سواء من الناحية النوعية أو الكمية. وأوضح لعمامرة أن الشراكة مع الولاياتالمتحدةالأمريكية "تتجه نحو تحالف مبني على أسس صلبة من الثقة والاحترام المتبادل والقيم والمصالح المشتركة" مضيفا أن السوق الجزائري "مفتوح ومهيأ لتجاوز كل العوائق والصعوبات المتبقية ليصبح أكثر استقطابا لجلب الاستثمار الأجنبي". كما أكد لعمامرة أن الجزائر بلد "متمحور حول السلم" و"مصدر للاستقرار" مشيرا بأنه "لا ينبغي أن نركز فقط على مبادلة السلع أو الأموال بل يجب أن يشمل التعاون الاستقرار والأمن والتنمية". واعتبر في هذا الصدد أنه "لا يمكن الفصل بين مفاهيم القوة والاستقرار والأمن المشترك وأنه لا يمكن الحفاظ عليهم إلا بفضل توسيع تعاون قوي". واشنطن تحترم موقف الجزائر بعدم التدخل عسكريا في دول الجوار وخلال الندوة الصحفية التي أعقبت افتتاح أشغال الحوار الاستراتيجي بين البلدين، قال وزير الخارجية الأمريكي، أن بلاده تحترم تمسك الجزائر بمبدأ عدم التدخل في شؤون البلدان الأخرى، مضيفا بان هذا المبدأ الذي تدافع عنه الجزائر لا يعرقل بناء علاقات تعاون أمنية، في إشارة إلى أن التنسيق الأمني القائم بين البلدين، دون الحاجة إلى تدخل عسكري مباشر في المنطقة. وقال في السياق ذاته، أن الإرهاب لا يؤمن بالحدود ولا يبالي بها، موضحا بان مواجهة هذه الآفة تقتضي مشاركة الجميع مذكرا بالتزام الجزائر بالتعاون في هذا المجال، فقد كانت موجودة دائما، "ونحن نثمن دورها، لكننا نبحث عن تطوير هذا التعاون بشكل أكثر فعالية لتحقيق التقدم والاستقرار". من جانبه، أوضح رمطان لعمامرة، بان التعاون في مكافحة الإرهاب يؤسس على أهداف محددة ومعلنة باسم حماية الأشخاص، وامتنع عن تقديم تفاصيل بشان ما تم التطرق إليه خلال المباحثات التي جمعته مع نظيره الأميركي حول التعاون الأمني، موضحا بان الدول الصديقة والمجاورة تجد في الجزائر استعدادا كبيرا في مجال التكوين وتبادل المعلومات وتجهيز الجيوش، وهي طرف فاعل في الجهود الرامية إلى مكافحة الإرهاب. فتح مدرسة دولية أمريكية بالجزائر وتوج الاجتماع بالاتفاق على تبادل التجارب والمهارات بين البلدين في مجالات التربية و التعليم العالي والعلوم و التكنولوجيا. و فتح مدرسة دولية أمريكية بالجزائر في سبتمبر2015. وبحث سبل تشجيع الطلبة الجزائريين على الدراسة في الولاياتالمتحدة، وتطوير إستراتيجية مشتركة لتعليم اللغة الانجليزية. و في الجانب الأمني جدد البلدان دعمهما للمنتدى الشامل لمكافحة الإرهاب كما اتفقا على العمل على مكافحة هذه الآفة و تبادل المعلومات و مكافحة عمليات الاختطاف بغرض الحصول على الفدية. كما اتفق الطرفان على تعزيز تعاونهما في مجال التكوين و تكثيف الفرص التجارية و العمل على تعزيز مراقبة الحدود من أجل تسهيل التجارة القانونية مع التصدي للاتجار بالبشر و السلع.