تروي سوزانا بيرش اللحظات الصعبة التي واجهتها يوم أعدتها أمها لممارسة طقوس غريبة، إذ قطعت حنجرتها بسكين المطبخ، وحضّرت الفرن لشيها في منزل العائلة في كوينزلاند أستراليا. وعام 1989، كانت سوزانا في عامها الثاني وهي الطفلة الوحيدة لعائلتها المكونة من جون وليندا آندرو. لم يكن الوالد على علم بما كانت تقوم به زوجته التي كانت في بداية انزلاقها نحو ممارسات غريبة. تقول سوزانا إنها لا تزال تتذكر اللحظة التي كانت فيها أمها تغلي السكين على النار، إذ ألبستها ثياباً جديدة للنوم، ومسحت جسمها بالزيت، ووضعتها على الطاولة في المطبخ. وأضافت "أذكر السكين متوجهة نحوي، ورفعت يدي في محاولة لإبعادها"، لكن يدها الصغيرة وبكاءها لم يمنعا الأم من إكمال طقوسها المجنونة، فاخترقت السكين القصبة الهوائية والحبال الصوتية للطفلة، وكانت تحضر لوضعها في الفرن، لكنها امتنعت عن القيام بذلك، بعد أن خرجت من الحالة الذهنية التي كانت فيها، فاتصلت بالشرطة، وقالت: "أعتقد أنني ارتكبت أمراً فظيعاً، قطعت حنجرة ابنتي". بدوره، يروي الوالد اللحظات التي وصل فيها إلى المنزل حين كانت الشرطة بانتظاره لاستجوابه، وسؤاله عن دينه ومذهبه، بينما جرى نقل الزوجة إلى مركز الشرطة والطفلة إلى المستشفى، حيث كان في انتظارها فريق طبي متخصص. ولم يتمكن الأطباء من إعادة صوت ليندا بسبب تضرر الحبال الصوتية، ليتم نقلها إلى مستشفى آخر، ثم استعادت قدرتها على الكلام بعد 6 أسابيع من العلاج المكثف. وتم إدخال الأم إلى مستشفى للأمراض النفسية، لتخضع للعلاج طوال عام كامل قبل أن تعود إلى منزلها، وعندما أصبح عمر سوزانا 13 عاماً، انفصل والدها عن أمها، الأمر الذي دفع الفتاة إلى التحدث بحرية عن تجربتها الصعبة. وتبلغ سوزانا 27 عاماً اليوم، وأصبحت كاتبة معروفة، وتدير مجموعة من المدونات والصفحات المتخصصة على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، وتزوجت وأنجبت طفلين، لكنها تعاني من رهاب السكاكين وتستيقظ مرات عدة أثناء الليل بسبب تذكرها تلك الليلة الرهيبة.