تعددت الأسباب والحبس واحد لكن مالا يصدقه عقل ولا يقره قلب أن يأتي اغتيال حرية الانسان على يد أقرب الناس اليه، سواءا كان أبا أو أما أو زوجا و مايزيد الدنيا ظلاما ما يقع بحق السجين البريء من اعتداء واهدار للكرامته، ومحوا لانسانيته ولعل أبشع هذه القصص ماقام به أب نمساوي احتجز ابنته لمدة 24 عاما اغتصبها خلالها آلاف المرات وأنجب منها سبعة أطفال لم يخرج ثلاثة منهم إلى النور منذ ولادتهم. «بيت الرعب” هو المسمى الذي أطلق على القضية الأسوء في تاريخ أوروبا، حيث اهتزت لها أركان النمسا مما دعا مستشار النمسا إلى الاعلان بأنه سيتخذ اجراءات لانقاذ سمعة بلاده بعد هذه الفضيحة، وذكرت الشرطة أن الأب جوزيف فريتزل، مهندس ميكانيكي في الثالثة والسبعين من عمره قام بتجهيز قبو منزله ليكون سجنا لابنته منذ أن كان عمرها 18 سنة، وامعانا في عزلها عن العالم الخارجي زوده بمواد عازلة للصوت حتى لا تستطيع الابنة الحبيسة الاستغاثة بأحد في الخارج، وزوده بباب معدني يتم غلقه وفتحه الكترونيا عن طريق كلمة سر لا يعرفها أحد سواه. بدأت المأساة في يوم 28 أوت 1988 وهو اليوم الأخير الذي أبصرت فيه الضحية السماء قبل 24 عاما، عندما طلب الأب من ابنته ايليزابيت، أن ترافقه إلى القبو لمساعدته في نقل بعض الأغراض وفوجئت به يشد وثاقها إلى عمود بقيود غليظة لمدة يومين اضطر بعدها خلال الأشهر التسعة التالية لتخفيفها بطريقة تمكنها للوصول إلى الحمام، وتم احتجازها طيلة التسع سنوات الأولى في غرفة واحدة هذا مايعني أن عمليات الاغتصاب تمت في حضور أول ثلاثة أطفال أنجبتهم من هذه العلاقة الأثمة، وتكتمل وحشية الأب باحراقه لجثة طفل سابع أنجبه أيضا من ابنته وتوفي بعد قليل من ولادته في فرن داخل القبو، كما قال مدير مكتب مكافحة الجريمة بالنمسا. تدبير شيطاني تشير التحقيقات إلى الدقة التي توخاها المجرم في تنظيم احتجاز ابنته حتى لا يثير الشبهات، لا سيما حين تبنى مع زوجته ثلاثة من الأطفال الذين أنجبتهم ابنته في القبو، وفي مشهد تمثيلي قدم المجرم للشرطة دفاتر مدرسية قديمة لابنته حتى تتحقق السلطات من أنها هي التي كتبت رسالة تطلب فيها من المجرم وزوجته الاهتمام بابنتها، وكان المجرم قد وضع الطفلة التي ولدت قبل تسعة أشهر في القبو أمام باب المنزل ومعها الرسالة التي أرغم ابنته على كتابتها بعدها أرغمها على تسجيل رسالة صوتية مع ميلاد الطفل الثاني لتتبناه الأسرة، أيضا لكن حالة ابنته الصحية بدأت تتدهور وأوشكت على الهلاك وأخذها إلى المستشفى مدعيا أنه عثر على الفتاة فاقدة الوعي أمام باب المنزل، وادعى أن ابنته عادت للظهور مع ابنيها بعد غياب 24 سنة. أبناء وأحفاد وكما ذكرت السلطات النمساوية أن اثنين من أبناء المجرم من ابنته وهما ستيفن البالغ من العمر 18 سنة وفليكس 5 أعوام بدءا يتعايشان مع الضوء تدريجيا لكنهما لا يستطعان المشي ولا يمكنهما التحدث بعبارات مفيدة، أما الابنة الثالثة كريستين البالغة من العمر 19 عاما والسبب وراء كشف القضية فقد كانت بوضع حرج جدا، حيث أكد الأطباء بانها تعاني من فشل في الكليتين و أشاروا إلى أن حالتها تدهورت كثيرا كونها لم تكن تحصل على العلاج اللازم لحالتها في الأوقات المناسبة، حيث أمضت كل عمرها سجينة داخل القبو مع والدتها واثنين من اخوتها. أشهر اختطاف وقد أعادت قضية “بيت الرعب” لأذهان النمساويين قصة أشهر قضايا الاختطاف التي عرفتها بلادهم، فقد تمكنت طفلة مختطفة لمدة ثماني سنوات من الافلات من خاطفها وكانت ناتاشا، في العاشرة من عمرها عندما اختطفت من قبل رجل مجهول الهوية أثناء توجهها إلى مدرستها في فيينا، ولم تفلح الشرطة في تعقب الفاعل طيلة تلك السنوات وبعد هروب ناتاشا، طاردت الشرطة الخاطف الذي اتضحت هويته وهو مواطن نمساوي 44 سنة ويعمل تقني اتصالات والذي أنهى حياته بالانتحار راميا نفسه تحت عجلات قطار سريع بعد افتضاح أمره، واتضح في غضون ذلك أن الطفلة المختطفة والتي باتت وقت هروبها منذ عامين شابة في الثامنة عشرة من عمرها، قد احتجزت طوال تلك السنوات في قبو داخل بيت الخاطف الذي ورثه عن جديه وذلك في غرفة محكمة الاغلاق بباب فولاذي وسط الكثير من التدابير الاحتياطية التي اتخذها. من أجل المعاش وفي حادثة أخرى قامت عجوز فرنسية 70 سنة بحبس زوجها المسن لمدة ثلاث سنوات في المستودع، وعانى زوجها البالغ من العمر 76عاما كثيرا وعاش كالكلاب على حد وصف صحيفة “صن” البريطانية، التي أوضحت أنه فقد الكثير من وزنه وكان يجبر على النوم في فراش عفن، بينما توصل له زوجته الطعام عن طريق فتحة من الحائط وذكرت الصحيفة ان الجيران ارتابوا في الأمر فقاموا بابلاغ الشرطة الذين تمكنوا من تخليصه أما العجوز فبررت موقفها بأنها أرادت من ذلك الحصول على نصيب زوجها من المعاش. سر الدجاج ومن طرائف قضايا الحبس ما أقدم عليه عجوز روماني العام الماضي، حيث وجد نفسه في مأزق مع الشرطة لأنه احتجز زوجته في قفص الدجاج لمدة أسبوع كامل، مدعيا أنها لم تكن مخلصة له ولم تستطع الزوجة 70 عاما الخروج الا بعد أن استنجد بعض الجيران بالشرطة التي قدمت إلى البيت وفكت أسرها، و أكد الجيران أنهم لاحظوا صدور أصوات غريبة من قفص الدجاج خلال اليل، وبرر الرجل مافعله بقوله “لقد علمت بأنها تخونني ولذلك أغلقت عليها القفص حتى لا يكون بمقدورها ارتكاب أفعال مشينة”. وهو نفس الأسلوب الذي سبقته اليه أم اوغندية قبل عدة سنوات حبست ابنها البالغ من العمر 12 عاما في قفص الدجاج لرفضه شرب الحليب مع الشاي. وقد عثرت الشرطة على الطفل عاريا محبوسا داخل القفص بمنزله بينما لم تعثر لأمه على أثر، وقال الفتى أنه قضى ليلة خارج البيت قبل أن يتم تجريده من ملابسه وضربه وحبسه في قفص الدجاج، وتم تسليم الطفل إلى والده المنفصل عن الزوجة المجنونة. الهند أم العجائب نترك أوروبا شمالا ونتجه شرقا لبلاد العجائب.. فالهند حافلة بقصص حبس كثيرة تثير الدهشة والشفقة معا، منها ماقامت به أسرة تعيش في ولاية أوريسيا شرق الهند، من حبس ابنتها البالغة من العمر 36 سنة في غرفة ضيقة بلا نوافذ لمدة عقدين من الزمن، فوالدي المرأة قاما بحبسها بمنطقة كيندرابار مدعيان أنها تعاني من الجنون، ويذكر أن الأسرة كانت تقدم الطعام لابنتها عبر فتحة صغيرة في الجدار بينما تقوم المرأة بكافة أنشطتها اليومية بما فيها الاستحمام داخل هذه الحجرة القذرة التي لا تتجاوز مساحتها ثمانية أقدام في أربعة أقدام، وقال والد المرأة “أخذناها لتلقي العلاج في المستشفيات كما حاول بعض ممارسي السحر الأسود معالجتها لكن دون جدوى وبعد ذلك قمنا بحبسها، بينما أكد بعض سكان القرية أن الأسرة لم تحاول علاج ابنتها. قيود المهر المهر عبء ثقيل تتحمله العروس الهندية أما المهر فهو عجيبة أخرى من عجائب الهند تقدمه السيدات في هذا البلد، وبسببه حرمت احداهن من الحرية لمدة 15 عاما فقدت خلالها عقلها أيضا، حيث أنقذت الشرطة بشرق الهند سيدة عمرها أربعين عاما سجنها فيها زوجها وأهله في غرفة ضيقة مدة 15 عاما لأنها لا تملك مهرا كافيا وتم العثور عليها داخل غرفة في مقر اقامة أهل زوجها فاقدة الوعي والعقل معا. وأوصحت الشرطة أن السيدة فقدت شبابها داخل غرفة صغيرة مظلمة بعدما تزوجت وطالبها زوجها وأهله بمهر ضخم لم تستطع تقديمه، وقامت الشرطة باحتجاز ثلاثة من عائلة زوجها من بينهم حماتها وزوجها بينما انتقلت الضحية إلى مستشفى للأمراض العقلية لتلقي العلاج. زنزانة الخلود وبالعودة إلى حبس الأبناء بحجة غاية في الغرابة حبس هندي طفله 3 سنوات في زنزانة تحت الأرض لمدة شهر في ولاية البنجاب الشمالية، لاعتقاده أن الطفل سيصبح مخلدا اذا بقي في الزنزانة اثني عشرة عاما، الا أن المسؤول الحكومي المحلي في الهند أنقذ الطفل وأعاده لأهله بعد تحذيرهم ولم يتخذ أي اجراء قانوني بحق الأب، وكان أهالي القرية وناشطون اجتماعيون قد لفتوا نظر المسؤول إلى حبس الطفل بهذه الطريقة وأوضحوا أن الأب ادعى أنه حبس ابنه في غرفة جرى فيها ترتيل الأناشيد الدينية والتعاويذ لمدة اثني عشرة عاما لاعتقاده أن ابنه سيصبح مخلدا. يذكر أن الأب كان يمارس السحر الأسود وكان أهل القرية يلجؤون اليه لحل مشاكلهم، والذين زعموا أن الرجل سجن ابنه ضد إرادة زوجته ليجتذب المزيد من الزبائن.