اجتمع المترشح للرئاسيات سابقا، علي بن فليس، أمس، مع أكثر من 25 رئيس حزب وجمعية وكذا شخصيات سياسية، ممن ساندوه في الانتخابات، وآخرين التحقوا به بعد إعلان النتائج. وتضمن جدول أعمال اللقاء تقييم مسار الانتخابات والتحضير لتأسيس تنظيم سياسي. دخل علي بن فليس في رحلة البحث عن ”شرعية” قال إنّ ”النظام اغتصبها، فعاقبه، حسبه، بهزمه أمام الرئيس بوتفليقة ولم تكن الهزيمة بأصوات الناخبين بل بالتزوير”، مبررّا بكون ”مشروعه السياسي لقي ترحابا لا شك فيه واستفاد في الوقت نفسه من دعم شعبي عريض، فالشعب الجزائري بمجمله سنحت له الفرصة ليطلع بنفسه على هذا الترحاب وهذا الدعم، ولن تفلح النتائج المعلنة في مسح وإلغاء هذه الحقيقة التي رسخت في ذاكرة كل الجزائريين”. وبدأت هذه الرحلة، أمس، بمقر مداومته المركزية في بن عكنون بأعالي العاصمة، حيث احتضن أول اجتماع مع أزيد من 25 رئيسا لأحزاب وجمعيات وشخصيات وطنية، بينهم من ساند بن فليس عقب إعلان ترشحه للانتخابات، ومنهم من التحق به إثر فوز الرئيس المترشح عبد العزيز بوتفليقة لولاية رئاسية رابعة. وأعلن بن فليس في تصريح صحفي، أن ”الاجتماع جاء لتقييم مجريات ومسار الانتخابات قبل وأثناء الحملة الانتخابية وتحليل نتائج الاقتراع، ثم اغتنمت الفرصة لتقديم شكري وعرفاني للشخصيات والشكيلات السياسية التي ساندتني منذ إعلان ترشحي، كما تعد سانحة لأسمع منهم نصائح عن المرحلة المقبلة التي سأواصل فيها نضالي السياسي”. وذكر رئيس الحكومة سابقا بأن ”الاجتماع يعتبر كذلك تمهيدا لتأسيس تنظيم سياسي سيكون طابعه إما حزبا أو تجمعا أو حركة، المهم بالنسبة لي هو إطار سياسي منظّم يجمع كل من آمن بالمشروع الذي أحمله من أجل الجزائر، ومحتوى هذا النضال السياسي المستقبلي ينبغي أن يكون متناغما مع المحيط السياسي الاجتماعي الوطني”. وأبرز الأحزاب المساندة لعلي بن فليس هي: الحركة الجزائرية من أجل العدالة والتنمية، جبهة النضال الوطني، الحركة الجزائرية للأمل، الفجر الجديد، جبهة الجزائر الجديدة وحركة الإصلاح الوطني، وأهم الشخصيات الدبلوماسي ووزير الإعلام سابقا عبد العزيز رحابي. ولم يستبعد بن فليس التنسيق مع أحزاب المعارضة، مشيرا إلى أن ”المجال مفتوح لأسمع الجميع ويسمعني الجميع، وتنظيمي السياسي الذي سأعلن عنه قريبا لن يقصي أي أحد، فالمهم هو تجمع وطني واسع خدمة للجمهورية من أجل مواصلة النضال”. وكشف علي بن فليس أنه سيزور ولايات مختلفة من أجل ”إطلاع المواطنين على حقيقة الانتخابات ومجرياتها، فالواجب يملي عليّ أن أشكر كل من منحني ثقتي، فقد لاقيت ترحابا وقبولا من طرف مواطنين في 48 ولاية زرتها أثناء الحملة الانتخابية، وستكون الزيارات كذلك فرصة لأعرض على هؤلاء مشروع تنظيمي السياسي الذي سأكشف عن طابعه وتسميته قريبا جدّا”. وسألت ”الخبر” بن فليس عمّا إذا كان يعتقد بأن حصوله على اعتماد لتنظيمه السياسي سيكون سهلا أم صعبا، فأجاب: ”سأتقدم إلى الحكومة بمشروع سياسي وطني في ظل احترام كامل لقوانين الدولة، وعليه يتحمّل بعدها كل مسؤول تبعات مسؤوليته”. ومعلوم أن علي بن فليس رفض نتائج الاقتراع حيث حل في المرتبة الثانية بنسبة 12,18 بالمائة، موضحا أنه ”لم تكن هناك انتخابات، ويوم الاقتراع تم توزيع الأصوات من قبل الإدارة ما بين المرشحين للانتخابات الرئاسية، وأنا لم أهزم بواسطة التصويت الشعبي ولم أفشل في سباق انتخابي شريف وعادل، وإن كان حدث هذا لاعترفت بذلك بكل شجاعة سياسية”.