"حيان في غرداية مصدر الأحداث والحل في القضاء على بارونات المخدرات" كشفت الرئيسة الجديدة لمؤسسة الهلال الأحمر الجزائري عن قرارات جديدة لترتيب بيت الهلال، كاختزال الأرصدة البنكية للمؤسسة البالغ عددها 19 رصيدا في رصيدين فقط أحدهما للعملة الوطنية وآخر للعملة الصعبة، فيما تحدثت بن حبيلس عن تخليها عن قفة رمضان، ويتم حاليا دراسة خيار إلغاء موائد الرحمة واستبدالها بتكثيف المساعدات للعائلات المحتاجة. رفضت الوافدة الجديدة إلى الهلال الأحمر التي مضى على تنصيبها أكثر من شهر؛ الخوض في التجاوزات المسجلة في هذه المؤسسة الخيرية خلال السنوات الأخيرة التي وصلت إلى أروقة المحاكم، واكتفت في لقاء جمعها ب “الخبر” بالقول “ليس لي أي حق في محاسبة غيري، المهم عندي هو إعادة الوجه الحقيقي للهلال الأحمر الجزائري داخل وخارج الوطن كمؤسسة خيرية ولدت من رحم الثورة التحريرية في 1956”، واكتفت المتحدثة بهذا الخصوص بأنها في أول إطلاع لها على الوضع لمست ضبابية وغيابا للشفافية. واتخذت بن حبيلس بعد تنصيبها مجموعة من القرارات، فبعد الإطلاع الأولي على المؤسسة تم عقد مجلس للإدارة قررت خلاله إلغاء الحسابات البنكية الموزعة على 19 حسابا كاملا، واختزلتها في حسابين فقط أحدهما وطني للعملة الوطنية، والآخر دولي خاصة بالعملة الصعبة، وهي الطريقة الأحسن حسبها لضبط الحسابات المالية التي تصب في حساب الهلال الأحمر، كما تجري حاليا حسبها عملية جرد لكل المخازن التابعة للهلال الأحمر الجزائري، والهدف من ذلك ضبط كل التبرعات الموجودة على مستواها وتصنيفها فيما بعد، لأنها في اطلاعها الأولي على البعض منها لم يرق لها المكان وكيفية ترتيب المواد، في الوقت الذي شددت على القائمين عليها بضرورة فرز المواد والتخلص من المنتهية صلاحيتها في خطوة جديدة لإعادة ترتيبها وضبط عددها، وهنا ذكرت بن حبيلس أنها ستكون أول من يطلع على الحسابات المالية لكل مايدخل في رصيد الهلال أو يخرج منه لضمان الشفافية. كما تحدثت بن حبيلس عن الاستقلالية التامة لمؤسسة الهلال الأحمر الجزائري منذ 14 مارس 2014 تاريخ انتخابها على رأس الهلال، بعد أن كانت وزارة التضامن وصية عليه في الفترة الأخيرة قبل أن تنتخب على رأسه، إلا أن هناك ممثلين ل7 وزارات بالهلال نظرا للدور الهام لهذه الأخيرة في الأعمال الخيرية، كما أنهم بحاجة لها في عملية التكوين التي يسعون لتفعيلها أكثر. وفي سؤال حول اقتراب شهر رمضان بخصوص القفة وموائد الرحمة، ذكرت أن الهلال سيتخلى عن قفة رمضان وستعوض بغلاف مالي، إيمانا منها أن لكل محتاج كرامة يريد الحفاظ عليها، ومنحه قفة مساس كبير بكرامته، “فالأحسن هو منحه غلافا ماليا يتصرف فيه دون علم أحد”. أما بخصوص موائد الرحمة، فأبدت بن حبيلس عدم رضاها عنها وأن إمكانية التخلي عنها واردة جدا، وبررت ذلك أن في شهر رمضان تفتح دور الرحمة أبوابها ويرتفع عدد المحسنين، ولا حاجة لهذه الأخيرة، كما أن الموائد يقصدها في معظم الأحيان أشخاص مستواهم ميسور وبسيارات فخمة، وهو ما لا يتماشى مع مبدأها في أن هذه المساعدات تقدم لذوي الحاجة، فالأحسن أن تصرف الأموال حسبها في أمور أخرى تساعد المحتاج، ويبقى هدفهم في كل ذلك هو تقليص نسبة الفقر في الجزائر قدر المستطاع. “ما يحدث في غرداية ليس صراعا مذهبيا” وحول أول زيارة لها لغرداية في الفترة الأخيرة، ذكرت بن حبيلس أن علاقتها بالمدينة تمتد لسنوات طويلة، حيث دخلت هذه المدينة دون مشاكل، وكان هدفها مساعدة العائلات وتقصي الوضع، وهنا ذكرت بن حبيلس أن الوضع بالولاية يحتاج إلى تدخل سريع لتسهيل التكفل النفسي بأطفال المنطقة بعد الأحداث المسجلة، وأشارت إلى أنها التقت بأعيان الولاية وجمعتها لقاءات مشتركة بين العرب والمزابيين ومن المذهبين المالكي والإباضي، وحمّلها الجميع مسؤولية نقل حقيقة الأوضاع بأن ما يحدث في الولاية ليس له أي علاقة بصراع ديني أو طائفي لأن التعايش بين المذهبين نجح منذ مدة طويلة، وأضافت رئيسة الهلال الأحمر أن الأحداث سببها حيان بالولاية أصبحا معقلا لبارونات المخدرات، فبعد التضييق على الحدود اتخذوا من الولاية وكرا لهم، وأكدت بأنها قدمت تقارير مفصلة عن الوضع لوزارة الداخلية وطلبت منها تطهير المنطقة من الدخلاء بهدف إعادة الهدوء التام للمنطقة.