قدم المخرج المسرحي محمد إسلام عباس، أمس الأول، العرض الأول لمسرحية "الأول مكرر" بالمسرح الوطني محي الدين بشطارزي في العاصمة. حاولت المسرحية التي كتب نصها صالح كرامة العامري، الكشف عن خبايا شخصية الرجل المغامر "ساري" المهوس بالترحال والعزلة، لدرجة أنه ترك ابنته "ريما" ممزقة في رحلة البحث عن الانتماء. وتم تقديم العرض باللغة العربية الفصحى، وهو ما برره المخرج في هذا الحوار مع "الخبر"، بأنه اختيار شخصي لا يتعارض مع قناعته كمخرج و ممثل. من الناحية التقنية، كيف تعرف المسرحية؟ النص هو من النوع السردي، يقترب من المونودراما، لكن بحضور الشخصيات الأخرى من أجل صيرورة تنامي الشخصية الرئيسة في النهاية. وهذا النوع من النصوص التجريبية يفتح المجال أمام المخرج لإعطاء صور ذات دلالات سيميولوجية، ويحرك الذاكرة الانفعالية لدى المتلقي. وقد عملنا مع فريق العمل بإيمان وتلقائية في ظرف قياسي من أجل إخراج هذا العمل بهذه الطريقة. لماذا غلب الظلام على جو المسرحية؟ جو المسرحية ترجمة للحالة النفسية والدراما البسيكولوجية للبطل، فهو ليس كوميديا. كنا بحاجة إلى هذا الجو المظلم لنعطي الممثلين فرصة تفجير مشاعر البرودة والخوف والألم التي تتميز بها الشخصية. وما حملنا على استخدام الموسيقى الإفريقية، هو طبيعة البطل الذي هو في الأصل رحالة يعشق التجوال. ورسالتي من خلال العرض هي نداء للآباء الذين هجروا أبناءهم كخطر ينخر المجتمع. هذا النص السردي اعتمد كثيرا على اللغة العربية، ما جعله يقع في الأخطاء اللغوية، ألم يكن ممكنا جعل النص باللهجة الجزائرية؟ طبيعة النص هي التي تفرض عليك اختيار اللغة. ليست لدي مشكلة أن يكون النص باللهجة الجزائرية، لكن اختياري للغة العربية هو شخصي بدرجة كبيرة. كما اتفقنا مع فريق العمل على أن يكون النص بالعربية الفصحى، نظرا للشكل العام للعرض. أعتقد أن اللهجة الجزائرية لن تكون قوية على خشبة المسرح إلا بنصوص قوية. إننا نحتاج إلى نصوص قوية من ناحية الدراما والمشاهد والصور المسرحية، فقد تجد نصا جميلا لكنه دراميا غير جميل.