محسن بلعباس: ربطنا اتصالات مع الأفافاس ولا يهم من طرح فكرة المرحلة الانتقالية أولا يُنتظر أن تجتمع غدا تنسيقية الحريات والانتقال الديمقراطي مع المترشح الرئاسي السابق على بن فليس، في إطار سلسلة المشاورات التي تعقدها مع شخصيات وطنية تحضيرا لندوة ”الانتقال الديمقراطي” التي تعتزم تنظيمها قريبا. وكانت التنسيقية قد اجتمعت أول أمس مع المحامي والناشط الحقوقي علي يحيى عبد النور. قال رئيس التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية محسن بلعباس إن تنسيقية الحريات والانتقال الديمقراطي التي ينضوي حزبه في صفوفها ستواصل عقد اللقاءات التي بدأتها مع شخصيات وطنية معروفة لدى الرأي العام بأطروحاتها، من أجل التشاور وتبادل وجهات النظر حول آليات الانتقال الديمقراطي التي تناضل من أجلها التنسيقية. وذكر بلعباس في اتصال مع ”الخبر” أن مقر الأرسيدي احتضن أول أمس لقاء ضم ممثلين عن الأحزاب الخمسة التي تتشكل منها التنسيقية إضافة إلى المترشح الرئاسي السابق أحمد بن بيتور مع المحامي والناشط الحقوقي علي يحيى عبد النور، تناول تشخيصا عاما للوضع السياسي في الجزائر، وعرضا لأسباب ودواعي ”الانتقال الديمقراطي”. وأشار بلعباس إلى أن لقاء آخر يرتقب عقده غدا مع المترشح الرئاسي السابق علي بن فليس بوصفه شخصية وطنية مثل غيره من الشخصيات، وستقوم التنسيقية بعرض تصورها عن الانتقال الديمقراطي الذي تنادي إليه، والاستماع في الوقت ذاته لرؤية بن فليس وأفكاره بخصوص هذا المسعى. واستبعد بلعباس انضمام علي بن فليس إلى التنسيقية في الوقت الحالي وقال ”هدفنا الأول هو إنجاح ندوة الحوار الوطني التي نسعى لتنظيمها من خلال ضمان مشاركة أكبر عدد من الشخصيات والأحزاب في الساحة دون إقصاء، ومن غير المجدي توسيع المنضوين تحت التنسيقية لأن عملها في الفترة الحالية تقني أكثر منه سياسي، قصد ضمان تنظيم محكم للندوة”. وعن إمكانية الاستفادة من دعم بن فليس بعد الزخم الذي اكتسبه بمشاركته في الرئاسيات، قال بلعباس ”لا يمكن الحديث عن أوزان للمترشحين ما لم تكن انتخابات حرة ونزيهة يتم تنظيمها من جهة مستقلة، أما الأرقام التي أعطيت في هذه الرئاسيات فهي كلها مغلوطة ولا يمكن البناء عليها”. وبشأن توسيع الحوار ليشمل جبهة القوى الاشتراكية، أكد بلعباس تكليف التنسيقية لشخصيات منها من أجل إجراء اتصالات مع الأفافاس خاصة أنه من بين الداعين إلى مرحلة انتقالية، مشيرا إلى أن ”المهم في هذه الفترة هو إيجاد توافق حول الذهاب إلى الانتقال الديمقراطي، وليس التمسك بفكرة من دعا إلى هذا الحل أولا”. وكان الأفافاس قد ذكر في بيان أخير له أنه يثمن اقتناع عدد من الشخصيات بأطروحة المرحلة الانتقالية التي رافع لتحقيقها منذ التسعينات. وأشار بلعباس في هذه النقطة إلى أن الأرسيدي أيضا كان من الداعين لمرحلة انتقالية في 2001 بعد انسحابه من الحكومة، لكن ذلك لم يتم بسبب عدم وجود إجماع حولها، أما اليوم فهناك تقاسم واسع لهذه الفكرة. وحول تقييمه للقاءات التي عقدتها الجمعية لحد الآن مع كل من رئيسي الحكومة السابقين،مولود حمروش وسيد أحمد غزالي إلى جانب المحامي علي يحيى عبد النور، قال بلعباس إن هذه الشخصيات ”ثمنت كلها المسعى الذي تقوم به التنسيقية، وقالت إنها تؤمن بضرورة عقد حوار وطني”، وهو ما يؤشر بإمكانية حضورهم في الندوة التي ستقام يوم 16 و17 ماي القادم. وأضاف بهذا الخصوص ”التنسيقية لا يهمها التموقع السياسي، وإنما كيفية إخراج الجزائريين من المأزق، وهناك توافق في هذا الشأن بين كثير من الفاعلين”.