انطلق رسميا في مصر ماراتون الحملات الدعائية للانتخابية الرئاسية، وذلك إلى غاية ال23 من الشهر الجاري، وسط معركة إلكترونية محمومة بين المرشحين الاثنين، حمدين صباحي وعبد الفتاح السيسي، وقالت مصادر من حملة السيسي ل”الخبر” إن السيسي لن يظهر في مؤتمرات شعبية جماهيرية وقد عين متحدثين رسميين ينوبون عنه، في هذه المهمة لدواع أمنية، خاصة في ظل حالة اللاأمن التي تعيشها البلاد، وزيادة معدل الانفجارات التي تطال رجال الجيش والشرطة، وكذا الأماكن العمومية والمناطق المعروفة بكثافة سكانية عالية. مع فتح باب الدعاية الانتخابية رسميا، ينتظر المواطن المصري بشغف كبير ظهور المرشح الرسمي عبد الفتاح السيسي، والإعلان عن برنامجه الانتخابي، حيث لم يظهر السيسي ولا مرة في مؤتمر جماهيري لحملته، أو لأحد الأحزاب التي أعلنت دعمها له، عكس منافسه حمدين صباحي الذي ظهر في مناسبات عدة، وإن ترى شريحة كبيرة من الشعب المصري أن النتيجة محسومة سلفا للسيسي، الذي يتمتع بشعبية جارفة. غير أن مصادر من حملة السيسي أكدت أن وزير الدفاع السابق، لن يعقد مؤتمرات جماهيرية لدواع أمنية، ومن المنتظر أن يكون أول ظهور له مخاطبا جمهوره ومعلنا رسميا عن برنامجه الانتخابي، غدا الاثنين، مع إحدى القنوات الفضائية الخاصة. وقد توجه السيسي إلى مواقع التواصل الاجتماعي لتدشين حملته الانتخابية، وأعلنت حملته الرسمية عن أولى فعالياتها الدعائية عبر المظاهرة الإلكترونية التي أطلقتها، على موقعي التواصل الاجتماعي ”فيس بوك” و”تويتر”، من خلال هاش تاج ”تحيا مصر”، والتي تقرر أن يشارك السيسي من خلالها مع الشعب المصري في التعقيب على المناقشات التي ستدور حول مستقبل مصر. وتزامنا واليوم الأول من بدء الحملة الانتخابية للرئاسيات المنتظرة، نهاية الشهر الجاري، التقى المرشح عبد الفتاح السيسي بعدد من الإعلاميين المصريين. وعكس ما كان متوقعا، لم يحضر الاجتماع الإعلاميون المعروفون بولائهم للسيسي ويسخّرون أقلامهم وبرامج ”التوك شو” التي يقدمونها، لإقناع المصريين بالتصويت لصالحه، وهم توفيق عكاشة صاحب قناة الفراعين، وعبد الرحيم عمرو رئيس تحرير موقع ”البوابة”، ومصطفى بكري والمذيع أحمد موسى، صاحب برنامج ”على مسؤوليتي”، الذي يقدمه على قناة ”صدى البلد” التي نشر موقعها الإلكتروني التصريحات المسيئة للجزائر والمنسوبة للسيسي، والتي أثارت ضجة كبيرة في الجزائر ومصر. وفي المقابل، دشن المرشح حمدين صباحي حملته من محافظة أسيوط بصعيد مصر، مؤكدا أنه لا مكان لقيادات الحزب الوطني المنحل التابع لنظام الرئيس المخلوع حسني مبارك، ولا لجماعة الإخوان المسلمين، واعتبر الانتخابات الرئاسية هي باب وصول الثورة للسلطة، وشدد على أن مصر بحاجة لرئيس يحتكم للقانون، وأن مفتاح القضاء على الإرهاب العدل، وأن ما تعانيه مصر سببه سياسات مبارك، وتوعد بالقضاء عليها، لافتا إلى أن مصر لن تقبل بنظام يقمع الحريات، وأن برنامجه الانتخابي انتصار لكرامة المواطن المصري. وفي السياق، دعت منظمة الشفافية الدولية المرشحين للانتخابات الرئاسية في مصر، عبد الفتاح السيسي وحمدين صباحي، للإعلان عن التزامهما الكامل بمكافحة الفساد وتجفيف منابعه، من خلال العمل نحو نجاح جهود مكافحة الفساد.