يعود المنتخب الكولومبي للمشاركة في نهائيات كأس العالم بعد الغياب في الدورات الثلاث الماضية لفترة امتدت ل16 سنة كاملة، ومسيرة التأهل إلى دورة البرازيل كانت أقل ما يقال عنها بأنها “ممتازة”، بعد احتلال المرتبة الثانية في تصفيات أمريكا الجنوبية خلف الأرجنتين، ويعود ذلك إلى وجود مواهب شابة خارقة استطاعت رفع راية التحدي والتأهل عن جدارة واستحقاق للعرس العالمي. والطريف في كولومبيا أنها دائما ما تصنع الحدث في مشاركاتها السابقة، والبداية كانت في مونديال 1990 من خلال الحركات البهلوانية للحارس آنذاك “ريني هيجيتا” وتعمده في كل مرة الخروج من منطقته والتحول إلى منصب مدافع، قبل أن يعاقبه المهاجم الكاميروني “روجي ميلا” في المباراة التي جمعت المنتخبين في الدور الأول، ويخطف منه الكرة ليضعها في الشباك. وفي الدورة الموالية التي احتضنتها الولاياتالمتحدةالأمريكية سنة 1994، حدثت المأساة عندما تعمد المتعصبون للمنتخب بعد خروجهم من الدور الأول قتل المدافع “إسكوبار” بطلقات رصاص في الرأس بعد تسببه في تسجيل هدف ضد مرماه في المباراة التي جمعت بلاده أمام البلد المنظم، وعاد المهاجم المشهور “فوستينو أسبيريا” ليصنع الحدث بدوره في دورة 1998 بفرنسا عندما رفض قرار مدربه بتغييره في إحدى المباريات، وهو ما كلفه الطرد من قبل المدرب آنذاك “هرنان غوميز” المعروف بصرامته الكبيرة، وقرر إعادته إلى كولومبيا. وعن طريقة لعب كولومبيا، فإنها تعتمد بالدرجة الأولى على الروح القتالية للمجموعة، مع تميزها بالصلابة الدفاعية القوية بدليل الأرقام الجيدة المسجلة في التصفيات، وهذا بعد تلقي الخط الدفاعي 13 هدفا في 16 مباراة كاملة، ما يعني أن خطة الطاقم الفني للمنتخب هي اتباع منهجية التحصين الدفاعي. والمتتبع لمشوار المنتخب سيلاحظ بأن المنتخب يتميز أيضا باستحواذه على الكرة لفترة طويلة دون تضييعها بسهولة، مع الاعتماد على السرعة الكبيرة في بناء الهجمات المعاكسة. ويمتلك المنتخب الكولومبي طريقة خاصة في اللعب بقيادة المدرب الأرجنتيني خوسيه بيركمان (64 سنة) الذي يمتلك معرفة وخبرة كبيرة بأجواء المونديال، وذلك بعد النجاحات المحققة من جانبه في السنوات الماضية، أبرزها نيل 3 ألقاب مع منتخب بلاده في صنف أقل من 20 سنة، وتولى أيضا مهمة تدريب المنتخب الأول للأرجنتين في مونديال 2006، لكن لم يسعفه الحظ في التأهل إلى الأدوار النهائية، بعد الخروج من دور الثمانية على يد البلد المضيف ألمانيا بضربات الجزاء. وتولى بيركمان مسؤولية تدريب كولومبيا بداية من تاريخ 4 جانفي 2012 عقب إقالة المدرب السابق ليونيل ألفاريز بعد البداية السيئة في تصفيات أمريكا الجنوبية. وسيتوجه المنتخب الكولومبي إلى البرازيل على وقع الصدمة بعد تأكد غياب الهداف والمهاجم القوي راداميل فالكاو بسبب معاناته من إصابة على مستوى الأربطة الصليبية، وهذا بالرغم من مرحلة العلاج الطويلة التي خضع لها في الفترة السابقة بأحسن العيادات الطبية المختصة في أوروبا، ولكن في النهاية تقرر حذف اسمه من القائمة النهائية خوفا من انعكاسات سلبية على وضعيته الصحية حال المغامرة والدفع به في مباريات المونديال. أنشر على