انتقلت نشوة الانتصار بما حققه “الخضر” أول أمس في المحفل العالمي الرياضي إلى الفضاء الفايسبوكي لتلهب صفحاته وتطلق عنان تعليقات وتحليلات وصور تعبر عن فرحة كبيرة انتظرها الجزائريون منذ أمد بعيد. لا صوت علا في الشارع الجزائري ليلة الانتصار على صوت هتاف حناجر المناصرين ومنبهات السيارات التي دوت أرجاء الوطن، ولا صور احتلت الفضاء الفايسبوكي إلا صور لاعبي الفريق الوطني ومناصريهم، فصفحة “وان تو ثري تحيا الجزائر”، افتتحت صباحها بصورة حاليلوزيتش يعانق عبد المومن جابو نادما بقوله “غلطني فيك سعدان وجلول يا وليدي جابو”، عندما عمق هذا الأخير الفارق بتوقيعه الهدف الثالث للأفناك. وأجرى المشاركون في الصفحة ذاتها عملية حسابية لإحصاء عدد أهداف كل الفرق المشاركة في العرس الكروي ومقارنتها مع بعضها، وخلصوا إلى أن الجزائر تضاهي الفرق الكبيرة، بل تساوت عدد هزاتها لشباك مرمى كوريا كل أهداف إسبانيا وإنجلترا وإيطاليا. العرب يشاركون الجزائر فرحتها وأرسل الفلسطينيون على غرار كل العرب عبر مواقع التواصل الاجتماعي رسالة فخر واعتزاز بما حققه رفقاء سليماني في العرس العالمي محط أنظار سكان المعمورة، إذ شاركوا بتعليقاتهم على كل الصور المدرجة في الصفحات التي تتابع تفاصيل وأخبار الفريق الوطني عن كثب. وشكرت فلسطينية تدعى عودة الفريق الوطني الجزائري لإدخال الفرحة لقلوبهم قائلة “رغم كل الظروف القاسية التي يعيشها الشعب الفلسطيني، إلا أنه نزل إلى الشارع وتفاعل مع فوز الفريق الجزائري”. كما جاء في صفحة حيدر العراقي “إذا تأهلت الجزائر فإن كل العرب تأهلوا”، في إشارة منه إلى أن الجزائر مفخرة العرب في هذا التجمع الرياضي العالمي. وكان هذا الفوز التاريخي، حسب صفحة الفريق الوطني الجزائري، بمثابة صلح بين الجماهير المصرية التي ناصرت الفريق الوطني بكل جوارحها والمناصرين الجزائريين، مشبهة إياه باندمال الجرح الذي خلفته لعنة الساحرة المستديرة في مصر وأم درمان بين مناصري الفريقين. هتلر يشارك الجزائريين الفرحة! ولم يفوّت هتلر الفرصة ليعلق لائما “لا أستطيع احتلال شعب يديفيلي بين الأشواط”، وهي إشارة من واضع التعليق إلى أن الجزائريين انتشوا بالأهداف الرائعة التي هز بها اللاعبون شباك كوريا، وأعجبوا بالأداء الهجومي لهم، وكأنه فريق غير الذي لعب مع بلجيكا. وحازت صورة اللاعب الكوري وهو يحاول إسعاف سليماني على آلاف إشارات الإعجاب من المناصرين الذين علقوا “المعنى الحقيقي للروح الرياضية تجسد عندما ترك أصدقاءه وفريقه منهزم وأتى للاطمئنان على خصمه”. وتتابعت التعليقات بذكر مزايا الشعب الكوري على العالم من خلال علامات “تويوتا”، “غالاكسي” و”سوني”. الأهداف الأربعة التي هزت شباك المنتخب الكوري الجنوبي أعادت الثقة لأنصار الخضر في منتخبهم، وجعلتهم يتفاءلون بإمكانية تجاوز عقبة الدب الروسي وتحقيق تأهل تاريخي للدور الثاني من المونديال، لهذا وجه الفايسبوكيون إنذارا للروس وعلى رأسهم الرئيس فلادمير بوتين الذي يظهر في إحدى الصور وهو يجري فحوصات طبيبة، وهي صورة حقيقية أضاف لها الجزائريون فقط تعليقا على هواهم جاء فيه “يا دكتور أشعر أن قلبي سيخرج من مكانه منذ أن شاهدت مباراة الجزائر وكوريا الجنوبية، ليرد عليه الطبيب ما عليك إلا أن تضع يدك على قلبك حتى يبقى في مكانه عندما تواجهون الجزائريين يوم الخميس”. هل يعيد التاريخ نفسه مع ألمانيا؟ ودارت أقاويل وتعليقات كثيرة على عدة صفحات فايسبوكية حول احتمال إعادة التاريخ نفسه بمواجهة الجزائرألمانيا في الدور الثاني، إذ قال أحد المعلقين على لسان حاليلوزيتش “كان بإمكاني الفوز على بلجيكا، لكني لم أفعل حتى نحتل المركز الثاني لنواجه ألمانيا”. كوريا الشمالية ناصرت الجزائر وتداول ناشطو الفايسبوك عشرات الصور المركبة بالفوتوشوب، تظهر رئيس كوريا الشمالية يتابع مباراة الجزائر عن كثب رفقة عساكره، مشجعا “الأفناك” نكاية في جارته الجنوبية، بعدما حوّل رواد الفايسبوك أزمة الكوريتين الأمنية إلى موضوع رياضي بامتياز، وأعطوه نكهة رياضية بعد احتقان أمني كبير. وافتخر كل الفايسبوكيين بالوسام الذي حققه “الخضر” بأنه أول منتخب إفريقي وعربي يفوز برباعية بنهائيات كأس العالم، وكذلك المنتخب الإفريقي الوحيد الذي يسجل ثلاثية في شوط واحد، بالإضافة إلى أنه الوحيد الذي سجل 5 أهداف في هذا المونديال لحد الآن. أنشر على