أكّد الشيخ خالد رزق تقي الدّين رئيس المجلس الأعلى للأئمة والشؤون الإسلامية في البرازيل، أنّ المؤسسات الإسلامية في البرازيل انتبهت لأهمية التّواصل الاجتماعي مع المجتمع البرازيلي، وأهمية تعريف شعب البرازيل بأخلاق الإسلام وصفاته النّبيلة، فقرّرت إقامة أنشطة اجتماعية لخدمة الفقراء والمحتاجين من الطبقات الفقيرة والمتوسطة، واعتبر في حوار خص به "الخبر" أنّ هذا المشروع "من أفضل الطّرق للدّعوة إلى سماحة الإسلام". كيف تصف لنا الحياة الاجتماعية لمسلمي البرازيل في شهر رمضان المعظّم؟ رمضان في البرازيل يحمل الكثير من الشوق والحنين لبلاد الإسلام، فكل من هاجر إلى هذا البلد حمل بين جنباته ذكريات وصور رمضان في بلاده الأصلية، لذلك نجد أن رمضان يتلون بكافة الثقافات التي توضح التمازج بين شعوب مختلفة استقرت في البرازيل وحافظت على ثقافتها خلال سنين مرت عليها في هذه البلاد البعيدة عن بلاد المسلمين. توضح الروايات التاريخية أن أول صلاة جماعية للتراويح أقامها الشيخ عبد الرحمن البغدادي في البرازيل كانت عام 1867م في مدينة سلفادور بولاية باهيا حين زارها. وبعد وصول الهجرات المتتالية من العالم الإسلامي، بدأ المسلمون يشيدون المساجد ويستقبلون الأئمة والمشايخ احتفاء بهذا الشهر الكريم، حيث يعتبر رمضان موسما خاصا لكثير من المسلمين وفرصة للتزود من الإيمانيات والعودة إلى الله وشحن النفوس بالكثير من الهمم التي تؤدي إلى متابعة السير إلى الله خلال عام بأكمله، ورمضان في البرازيل له عبق خاص ورائحة مميزة تتمثل في المظاهر الإسلامية المختلفة والتي نستطيع أن نرصد الكثير منها: -الإفطارات الجماعية، حيث تحرص الكثير من المؤسسات والمساجد على إقامة موائد الإفطار يوميا خلال شهر رمضان المبارك، ويكتفي بعضها بإقامتها مرة واحدة نهاية كل أسبوع، وهذه الإفطارات تجمع كل أبناء الجالية غنيهم وفقيرهم، وهي فرصة لكي يتبرع الميسورون من مالهم الخاص لإدخال الفرحة على نفوس المسلمين، والإفطار لقاء اجتماعي يضم كافة طبقات الجالية المسلمة وفرصة للتعارف وأداء الصلوات داخل المسجد. -العناية بالقرآن الكريم، لأنّ هذا الشّهر يعدّ فرصة لاجتماع الناس في المساجد لصلاة التراويح، وتحرص بعض المساجد على ختم القرآن الكريم كاملا، وبعضها يختمه خلال العشر الأواخر من رمضان. كما تتنافس المساجد في البرازيل لوضع برنامج لإحياء ليلة القدر، وتكتظ المساجد بأبناء المسلمين، حيث تحرص الكثير من العائلات على قضاء الليلة بكاملها داخل المسجد ويصطحبون النساء والأطفال الشيوخ والشباب للمشاركة في هذا الأجر، ويكون قيام الليل وقراءة القرآن والدعاء والسحور الذي يضم جميع أبناء الجالية، ويمتد هذا النشاط إلى صلاة الفجر ويكون فرصة للكثيرين للتوبة والعودة إلى الله. كيف ينظر إليكم المجتمع المسيحي في هذا الشهر الفضيل؟ انتبهت المؤسسات الإسلامية في البرازيل لأهمية التّواصل الاجتماعي مع المجتمع البرازيلي، وأهمية تعريف شعب البرازيل بأخلاق الإسلام وصفاته النّبيلة، فقرّرت إقامة أنشطة اجتماعية لخدمة الفقراء والمحتاجين من الطبقات الفقيرة والمتوسطة، ويقوم على هذا النشاط الاتحاد الوطني الإسلامي الّذي يضمّ أغلب المؤسسات الإسلامية في مدينة ساو باولو، ويقام النشاط في الأحياء الفقيرة ولمدّة يوم كامل نهاية كلّ أسبوع خلال شهر رمضان، حيث تقدّم الرّعاية الصحيّة والّتي تشمل الفحوصات المجانية للنّظر والدم والضغط والأسنان وكذلك أنشطة ترفيهية للأطفال، وتقدّم مصلحة الأحوال المدنية خدمات لأبناء هذه المناطق كاستخراج شهادات الميلاد والهوية، ويلبي هذا النشاط الآلاف من أبناء المنطقة الواحدة، إضافة للأنشطة التّعريفية بالإسلام من خلال توزيع الكتب والمطويات والردّ على الاستفسارات المختلفة حول الدّين الإسلامي، ويعتبر هذا المشروع من أفضل الطّرق للدّعوة إلى سماحة الإسلام. وهل تدعون غير المسلمين لمشاركتكم وجبات الإفطار؟ يتم دعوة بعض الشّخصيات والعائلات البرازيلية لمشاركة المسلمين في وجبات الإفطار، حيث تلبّي الكثير من تلك العائلات هذه الدعوات، وهناك مشاركات مختلفة من قبل مسؤولين ورجال الكنيسة لتهنئة المسلمين بهذه الأعياد والمناسبات. أنشر على