الألفية نوع من المنظومات الشِّعرية في الفنون المختلفة، وقلّما يخلو علم من علوم الشريعة من هذا النظم؛ حيث نجده في علم الحديث والفقه وأصول الفقه والنّحو والبلاغة والفرائض وغيرها، وتمتاز الألفية بأنّ أبياتها تبلغ ألفًا أو تقارب الألف أو تربو، ومن ذلك جاءت تسميتها بالألفية. وإنّ أوّل مَن نظم الألفية هو جزائري أمازيغي الأصل، هو العلامة شيخ النّحو زين الدّين أبو الحسين يحيى بن عبد المُعطي بن عبد النّور الزّواوي المغربي النّحوي الفقيه الحنفي مولده سنة 564ه، سمع من القاسم بن عساكر. وصنّف الألفية والفصول، وله النَّظم والنّثر، وتخرّج به أئمة بمصر وبدمشق، توفي بالقاهرة في مصر يوم الاثنين سنة 628ه. هو أحد علماء الجزائر الأفذاذ، إمام عصره في النّحو واللّغة، ورائد نظم المسائل اللّغوية والنّحوية، تُعدّ ألفيته “الدرّة الألفية” أوّل مؤلّف في النّحو صيغ بقالب شعري. والألفية في النّحو، هي منظومة جمعت علم النّحو والصّرف من بحرين هما السّريع والرّجز، وقد سمّاها “بالدرّة الألفية”، كما قام بتحقيقها وشرحها الدكتور علي موسى الشوملي، بدأ ابن معطي في تأليفها سنة593 ه وأتمّها سنة 595ه، وقد نسج على منواله الإمام محمد بن عبد الله بن مالك المتوفى سنة 672ه علاَّمة النّحو واللّغة في تأليفه لمنظومته الألفية الشّهيرة في علم النّحو “ألفية ابن مالك”، قال المقري: [تبع فيها ابن معطي، قالوا: ونظمه أجمع وأوعب، ونظم ابن معطي أسلس وأعذب]. أنشر على