العلامة يحيى بن عبد المعطي بن عبد النور الزواوي، ينتسب إلى منطقة زواوة التابعة لمدينة بجاية الناصرية، حيث وُلِد بظاهرة بجاية سنة 564 ه. فهو أحد علماء الجزائر الأفذاذ، إمام عصره في النّحو واللغة، ورائد نظم المسائل اللّغوية والنّحوية، تُعد ألفيته ''الدرة الألفية'' أوّل مؤلف في النّحو، صيغ بقالب شعري. سافر رحمه الله إلى المشرق، وذهب إلى دمشق، ونشأ فيها، واستقبله سلطانها الملك عيسى بن محمد الأيوبي، فأكرم وفادته وولاّه النّظر في مصالح المساجد. وجلس يقرئ النّاس اللّغة والأدب. وعندما توفي الملك، تولّى الحكم الملك الكامل، فولاّه إقراء النّاس الأدب والنحو بجامع عمرو بن العاص، عندما سافر مع الملك الكامل إلى مصر. أخذ العلوم الشّرعية من تفسير وعلوم الحديث والفقه والعربية على يد علماء أجلاء، اشتهروا بسعة العلم والتبحر كلّ في ميدان اختصاصه، أبرزهم: الإمام النحوي عيسى بن عبد العزيز الجزولي، والحافظ المُحدِّث ابن عساكر. توفي رحمه الله بمصر يوم الإثنين سنة 628ه، وحضر الصّلاة عليه السلطان الكامل ابن العادل، ودفن بالقرافة في طريق قبّة الشافعي رحمه الله على يسار المار إليها على حافة الطريق، محاذيا لقبر أبي إبراهيم المزني رحمه الله.