إن أمره الأطبّاء بالإفطار وجب عليه أن يُفطِر وحرم عليه الصّوم، لأنّ في صومه إهلاكًا وقتلاً لنفسه، قال تعالى: {ولا تُلقوا بأيديكم إلى التّهلكة وأحسِنوا إنّ اللّه يُحِبُّ المحسنين}، وقال عزّ وجلّ: {ولا تقتُلوا أنفُسَكم إنّ اللّه كان بكم رحيمًا ومَن يفعَل ذلك عُدوانًا وظلمًا فسوف نُصليه نارًا وكان ذلك على اللّه يسيرًا}. فعلى المريض أن يصبر ويرضى بما قدر اللّه له من المرض، فإنّ له أجرَ الصّائمين بإذن اللّه. وعليه أن يُطعِم عن كلّ يوم مسكينًا كما ورد في صحيح البخاري عن ابن عبّاس رضي اللّه عنهما، ومقدار الإطعام هو مقدار ما يأكل مسكين حتّى الشّبع، وقيل مقدار وجبته المتوسّطة. وإن مَرِض الصّائم مرضًا أفطر على إثره، ويُرجَى برؤُه منه يقضي ما أفطره صومًا بعد انقضاء رمضان، عملاً بقول اللّه سبحانه: {فمَن كان منكم مريضًا أو على سفر فعِدّة من أيّام أُخَر”. واللّه أعلم.