وجّه ميزابيو الشمال في الوقفة الاحتجاجية السلمية التي نظموها أمام مدخل مقر دار الصحافة بالعاصمة، صباح أمس، رسائل إلى السياسيين ومصالح الأمن للمطالبة بإيجاد حل سريع لما يجري في غرداية، وقالوا إن الإنزال الحكومي في المنطقة منذ اندلاع الأحداث لم يأت بثماره “وكل من يقول العكس، عليه أن يرتدي لباس الميزابيين ويحاول أن يدخل غرداية ويخرج منها سالما”. وجاء تنظيم هذا الاحتجاج بعد أسبوع وصف ب”المأساوي” في غرداية، حيث شهدت مواجهات عديدة خلّفت قتيلا وجرحى وخرابا استهدف البيوت والمحلات التجارية. ونفى المحتجون تصريحات المسؤولين بشأن مقتل الشاب عوف اليسع في حادث مرور، بل قالوا إنه مات تحت التعذيب، حيث وصفوا مثل هذه التصريحات ب”الاستفزازية ومجانية لأهل الضحية وسكان المنطقة جميعا”، حيث هتفوا: “الأبرياء يسجنون والمجرمون طلقاء”. وحمّل المعتصمون الذين تجمهروا منذ الساعة العاشرة والنصف أما مقر دار الصحافة بالعاصمة، شعارات ولافتات مُنددة بصمت السلطات المحلية والسلطات العليا في البلاد عما أسموه ب”المجزرة المسكوت عنها” واستمرت الوقفة السلمية قرابة الساعة لم تسجل فيها أي تجاوزات. كما ضمّن الميزابيون في شعاراتهم رسائل سياسية وأمنية، حيث هتفوا: “يا سلال أين الوعود؟”، في إشارة إلى تعهد الوزير الأول بالتحكم الجيد في الأوضاع الأمنية في غرداية، و”يا قوات الأمن متى تصدر الأوامر؟”، مطالبين بتدخل أمني جاد وصارم. كما دعوا جميع الجزائريين بأن يهتموا بالأحداث في غرداية، لأنها قضية وطنية تهم الجميع، خاصة وأن الكثيرين “لا يعلمون حقيقة ما يقع في هذه المنطقة من تخريب واعتداءات”، كما طالبوا الوزير الأول عبد المالك سلال بأن يفي بوعوده، وقالوا: “إن كان يقول إن الوضع هادئ، فليرتدي شاشية وڤندورة الميزابيين وليدخل غرداية ويحاول أن يخرج منها سالما”. كما أدان المحتجون التعتيم الذي يحيط بقضيتهم والمعلومات الخاطئة حول الضحايا، خاصة مع تبرير مقتل شاب على أنه حادث مرور، وهو ما اعتبره المتحدثون “استفزازا لمشاعر سكان المنطقة”.