لم أفهم مثل العديد من الجزائريين بعض مواقف الجزائر في السياسة الخارجية هذه الأيام.؟ الجزائر تدين العدوان الإسرائيلي على غزة، وفي نفس الوقت تنسق مع مصر في موضوع محاربة الإرهاب، ومصر تعتبر حماس الغزاوية منظمة إرهابية وهي امتداد لجماعة الإخوان التي أعلنت في مصر على أنها منظمة إرهابية.ǃ مواقف مصر إزاء حماس غزة وإخوان مصر تنطابق تماما مع مواقف إسرائيل في اعتبارها حماس غزة منظمة إرهابية. الجزائر تنسق مع مصر في مكافحة الإرهاب في ليبيا وغير ليبيا، ومصر تنسق مع إسرائيل في مكافحة الإرهاب في غزة وغير غزة.. ولا تشعر الجزائر في سياساتها بالتناقض في موضوع العلاقة مع إسرائيل.. هذه العلاقة التي تتطابق مع وجهة النظر المصرية إزاء حماس وتتطابق مع وجهة النظر الجزائرية في موضوع مكافحة الإرهاب؟ǃ قالوا إن الجزائر أخذت الملف الأمني في موضوع ليبيا فيما أخذت مصر الملف السياسي.ǃ ومعنى هذا الكلام أن مصر أخذت ”الصح” ونحن أخذنا دور ”الشنابط” في الملف الليبي.ǃ ماذا نفعل بالملف الأمني إذا كان الملف السياسي لا دخل لنا فيه في ليبيا الشقيقة؟ǃ والحال أن السياسة هي التي تحدد مستقبل هذا البلد وليس الأمن؟ǃ حماس الجزائرية امتداد للإخوان المصرية إديولوجيا وامتدادا لحماس الغزاوية، فهل تقبل مصر أن تكون حماس غزة إرهابية وتنسق مع إسرائيل في هذا الأمر ولا تعتبر حماس الجزائرية إرهابية إرضاء للسياسة الخارجية البوتفليقية ! وضعنا في السياسة الخارجية يشبه وضع تونس إزاء موضوع ليبيا، ففي الوقت الذي تختلف تونس الشقيقة مع مصر في موضوع الموقف من الإخوان في مصر وحماس غزة، تنسق تونس مع مصر في موضوع ليبيا ؟ وإذا كان الوضع في تونس من الهشاشة السياسية ما يجعلها تتخذ مثل هذه الموافق فإن الأمر في الجزائر يختلف ! وعندما نسمع بأن السعودية ومصر على خط واحد في موضوع العدوان على غزة فذاك يعني أن الجزائر هي أيضا غير بعيدة عن هذا الخط السياسي. ! لهذا لا نتعجب حين نرى أساطين الإعلام المصري والخليجي وشمال إفريقي يغوص في عملية تحميل حماس الغزاوية مسؤولية ما يحصل في غزة ويتعامل باحتشام مع عدوان إسرائيل ! إنه لمؤسف حقا حين نسمع بأن الجامعة العربية تجتمع في مصر التي تغلق معابرها مع غزة بصورة أتقن مما تفعله إسرائيل في معابرها مع غزة ! في وقت تدعي الدول البائسة مثل الجزائر والسعودية وتونس وغيرها أنها مستاءة من تقتيل إسرائيل لشعب غزة، وسط فرح وسعادة لجماعة أبو مازن في الضفة.