سيعيش العالم هذه الصائفة على وقع أكبر حدث رياضي بعد مونديال البرازيل لكرة القدم، حيث ستتوجه أنظار المعمورة ما بين 16 و28 أوت القادم إلى مدينة نانجينغ الصينية، بمناسبة احتضانها الدورة الثانية لأولمبياد الشباب، بمشاركة 3600 رياضي يمثلون 205 دولة من بينها الجزائر، ويتنافس الرياضيون في 184مسابقة من خلال 26 نوعا رياضيا. تقام الألعاب الأولمبية الخاصة بالشباب مرة كل 4 سنوات، وهي مخصصة لفئة الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 14 و18 عاماً، بعدما تم إطلاقها من طرف اللجنة الأولمبية الدولية في الاجتماع الذي عقد بمدينة غواتيمالا بين 4 و7 جويلية 2007. وأقيمت الدورة الأولى عام 2010 بسنغافورة، فيما جرت الدورة الشتوية بالنمسا عام 2012. وعلى غرار الدورة الأولى، فإن الدورة الثانية ستعرف دون شك سيطرة صينية مثلما يتوقعه المختصون والخبراء، فيما ينتظر أن تمارس روسياوكوريا الجنوبية مراقبة عن قرب من البلد المنظم للدورة، مثلما كان عليه الحال في الدورة الأولى التي شهدت تتويج الصين بالمركز الأول برصيد 50 ميدالية منها 29 ذهبية، في حين حلت روسيا في المركز الثاني برصيد 39 ميدالية منها 16 ذهبية، ثم كوريا الجنوبية ب16 ميدالية منها 10 ذهبيات. وتبدو فرص إفريقيا كبيرة في التتويج بالميداليات خاصة في السباحة والجيدو وألعاب القوى، حيث يعتبر الأفارقة روادا حقيقيين في رياضة “أم الألعاب”، ونفس الأمر ينطبق على السباحة التي تعرف فيها جنوب إفريقيا تفوقا وبدرجة أقل في تونس ومصر، على غرار الجيدو الجزائري الذي يبقى مرشحا لكسب ميداليات، وكذا الملاكمة. وتقول التقارير الصحفية إن الشعلة الإلكترونية للألعاب تم رصدها في مدينة فوتشو، وكانت الشعلة الإلكترونية للألعاب الأولمبية للشباب بنانجينغ قد أكملت مسارها في 203 دولة ومناطق أخرى بالعالم، وتنقل الدورة الأولمبية للشباب إشارة قوية للعالم تتمثل في كون الرياضة ذات منافع متعددة ومفيدة للإنسان جسميا وعقليا ونفسيا، ويبقى أهم شيء يتمثل في تمكين الإنسان بالشعور بالسعادة. وقياسا بدورات الألعاب الأولمبية الخاصة بالكبار، تتمتع الألعاب الأولمبية للشباب بميزة خاصة، فإلى جانب الأنشطة الإبداعية التي تمارس في الأولمبياد، تسمح العديد من الألعاب بالتنافس بين الذكور والإناث معا، كما يجوز للرياضيين المتنوعي الجنسية الانضمام إلى فريق واحد. وتشكل الألعاب الخاصة بالشباب رهانا كبيرا للبلدان التي تريد أن ترفع راياتها في أولمبياد الكبار، حيث يشكل أولمبياد الشباب اختبارا هاما في منظور البلدان لتطوير مهارات رياضييها تحسبا للاستثمار فيها في مواعيد أكبر، مثلما هو عليه الحال بالنسبة لبطولات العالم ودورات الأولمبياد. وفتحت القرية الأولمبية للألعاب الأولمبية للشباب 2014 بنانجينغ يوم 14 جويلية الجاري. وتبلغ مساحة الأرض التي تشغلها القرية الأولمبية قرابة 140 ألف متر مربع، وإجمالي مساحة مبانيها قرابة 500 ألف متر مربع. وتتسع القرية ل6 آلاف شخص لاستقبال اللاعبين والإداريين والمسؤولين والسفراء والشباب والصحفيين وغيرهم من الشخصيات المهمة في 6 مبان سكنية و4 مبان ضرورية، وتقدم لهم خدمات السكن والأطعمة وغيرها. واستحدثت اللجنة الأولمبية الدولية أولمبياد الشباب في محاولة لزيادة شعبية الألعاب الأولمبية بين الأشخاص الأصغر سنا، وأيضا لمحاربة البدانة بين المراهقين مثلما أكد عليه الخبراء.