قبل 90 عاما ، أحرز الأمريكي تشارلز جوترو أول ميدالية ذهبية في تاريخ دورات الألعاب الأولمبية الشتوية، وذلك في الدورة الأولى التي استضافتها مدينة شاموني الفرنسية. ورغم فوزه بسباق 500 متر في منافسات التزلج السريع ، لم يكن جوترو نفسه يعلم أنه أصبح بطلا أولمبيا عندما فاز بهذا السباق يوم 26 جانفي 1924 حيث أطلق على هذه الدورة آنذاك اسم "أسبوع الرياضة العالمي في 1924" قبل أن تعتبرها اللجنة الأولمبية الدولية في العام التالي أول دورة أولمبية شتوية. وعلى النقيض، فاز المنتخب الكندي لهوكي الجليد بآخر الميداليات الذهبية في أولمبياد 2010 بمدينة فانكوفر الكندية أمام مئات الملايين من المشاهدين الذين تابعوا فعاليات الدورة الماضية عبر شاشات التليفزيون في أنحاء العالم. وانتقلت ألعاب الجليد من منتجعات الرياضات الشتوية الشهيرة مثل شاموني وسان موريتز وكورتينا دامبيتسو عبر مناطق شهيرة مثل هولمينكولن في العاصمة النرويجيةأوسلو وليلهامر إلى مدن كبيرة مثل ناجانو وسولت ليك وفانكوفر توجد بجوارها مناطق جبلية صالحة لتزلج المنحدرات. وبعد أيام قليلة ، يترقب العالم كله فعاليات النسخة الثانية والعشرين من دورات الألعاب الأولمبية الشتوية عندما يستضيف منتجع سوتشي الروسي الأولمبياد الشتوي الجديد في الفترة من السابع إلى 23 فيفري الحالي بمشاركة 2500 رياضي ورياضية من 90 دولة في منافسات على 98 ميدالية ذهبية. ويختلف حجم النسخة الجديدة المرتقبة في سوتشي بشكل هائل عن حجم النسخة الأولى التي أقيمت في شاموني عام 1924 بمشاركة 258 رياضيا من 16 دولة حيث تنافسوا وقتها في 16 مسابقة وسباقا فقط وذلك بعد 26 عاما من انطلاق دورات الألعاب الأولمبية الحديثة في العاصمة اليونانية أثينا عام 1896 . وتشهد دورات الألعاب الأولمبية الشتوية حاليا مشاركة متزلجين من كينيا والهند بعدما كان البريطاني مايكل إدواردز نجم وثب التزلج ، والذي اشتهر بلقب "إيدي النسر" أول رياضي غير معتاد ومثير في تاريخ الأولمبياد الشتوي وذلك في 1988 . ومنذ عام 1994 ، لم تعد دورات الألعاب الشتوية تقام في نفس عام إقامة نظيرتها الصيفية مما يسمح للجنة الأولمبية الدولية حاليا بالحصول على أكبر مكاسب وعائدات مالية ممكنة. وما زال نجم تزلج اختراق الضاحية النرويجي بيورن دال الأكثر نجاحا في دورات الألعاب الأولمبية الشتوية برصيد ثماني ميداليات ذهبية وأربع فضيات، في حين احتكر الأمريكي ايريك هايدن جميع الميداليات الذهبية الخمس لمنافسات التزلج السريع في أولمبياد 1980 . كما اكتسح النرويجي أولي إينار بيورندالن السباقات الأربعة لمنافسات البياثلون في أولمبياد 2002 وفاز الفنلندي ماتي نيكانين بجميع السباقات الثلاثة لوثب التزلج في أولمبياد 1988 . وبعدما احتكر الفريق الكندي الميداليات الذهبية لمسابقة هوكي الجليد في الدورات الأولى ثم انتزع نظيره السوفيتي السيادة على هذه الرياضة في الدورات الشتوية منذ خمسينات القرن الماضي ، حقق المنتخب الأمريكي في أولمبياد 1980 المفاجأة التي أطلق عليها اسم "معجزة على الجليد" حيث توج بالميدالية الذهبية. وبينما تألقت وتميزت فرق النرويج وفنلندا والاتحاد السوفيتي السابق (روسيا) في منافسات التزلج الشمالي ، تسيدت فرق ألمانيا الشرقية سباقات التزلج بالمزلجة وعربة التزلق والتزلج السريع ونافستها هولندا فقط في سباقات التزلج السريع. وشقت منتخبات كوريا الجنوبية والصين طريقها إلى جدول ميداليات الدورات الأولمبية الشتوية عبر رياضة جديدة هي التزلج السريع للمسافات القصيرة. وترك الايطالي ألبرتو تومبا والسويدي إينجمار ستينمارك بصمة رائعة في سباقات التزلج المتعرج (الألبي) الذي اكتسح توني سيلر سباقاته للمرة الأولى في أولمبياد 1956 في كورتينا. وكرر الفرنسي جان كلود كيلي الإنجاز في أولمبياد 1968 ومنها ذهبية التزلج المتعرج على الماء بعد تجريد منافسه النمساوي كارل شرانز. واستبعد شرانز من أولمبياد 1972 بعدما اعتبر لاعبا محترفا قبل أن تلغى ، في السنوات التالية ، قاعدة قصر المنافسة في الدورات الأولمبية على الهواة. وجذبت الرياضات الجديدة مثل التزلج الحر والتزلج بلوح التزلج، مشاهدين ومشجعين جدد وشبان بفضل تألق نجوم مثل شون وايت. ويشهد أولمبياد سوتشي ترجمة للمساواة الحقيقية بين الجنسين من خلال منافسات وثب التزلج للسيدات حيث تدرج هذه المسابقة في الدورات الأولمبية للمرة الأولى كما تشهد هذه الدورة منافسات مختلطة لكل من التزلج بعربة الانزلاق والتزلج الفني والبياثلون. ورغم التطور الإيجابي والرائع في حجم وقيمة الدورات الأولمبية الشتوية ، كان النمو في النواحي التجارية سببا في ظهور مزيد من الفضائح المقترنة بهذه الدورات. وتسببت فضيحة الرشوة لشراء الأصوات ، والتي أحاطت بمنح مدينة سولت ليك حق استضافة أولمبياد 2002 ، في أن تغير اللجنة الأولمبية الدولية من نظام حسم حق الاستضافة للدورات فيما بعد. وشهد أولمبياد 2002 أيضا فضيحة مدوية في منافسات التزلج الفني تسببت في عمل فحص دقيق لنظام التحكيم في هذه الرياضة. كما جردت اللجنة الأولمبية الدولية النجم الاسباني يوهان موليج (ألماني المولد) من ذهبياته الثلاث في منافسات تزلج اختراق الضاحية بسبب اكتشاف تعاطيه المنشطات. كما داهمت الشرطة مقر إقامة البعثة النمساوية في أولمبياد تورينو 2006 بسبب تعاطي رياضيوها منشطات في الدم. وخيم الحزن على أجواء أولمبياد 2010 بسبب وفاة المتزلج الجورجي نودار كوماريتاشفيلي خلال أحد التدريبات قبل ساعات من بدء فعاليات حفل افتتاح الدورة.