ألعاب البحر الأبيض المتوسط - مرسين التركية 2013 الانطلاقة اليوم وسط موجة غضب الأتراك تعطى مساء اليوم الانطلاقة الرّسمية لدورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط في طبعتها السابعة عشر بمشاركة 3500 رياضي ورياضية يمثّلون 24 دولة ويتنافسون في 26 اختصاصا رياضيا. لإنجاح الدورة استثمرت تركيا قرابة 200 مليون أورو للإعداد للعرس المتوسطي الذي يبدو التحدّي والاجتهاد فيه واضحين بالنّظر إلى أن القائمين على الموعد المتوسطي حضّروا 54 موقعا رياضيا، منها 11 موقعا جديدا في فترة لا تتعدّى 18 شهرا. وتحسّبا للحدث باتت مدينة مرسين (6ر1 نسمة) المطلّة على البحر الأبيض المتوسط والواقعة جنوب -شرق تركيا، جاهزة لاحتضان المنافسة المتوسطية التي تنظّم كلّ أربع سنوات منذ الطبعة الأولى التي أقيمت في مدينة الإسكندرية المصرية سنة 1951. ويحتضن ملعب مرسين (فلامبو نوف) الذي يتّسع ل 25 ألف مقعد الحفل الافتتاحي والختامي للألعاب، علما بأن المدينة تتربّع على مساحة 16 ألف كيلومتر مربّع وتعيش مرحلة ازدهار واضحة. الدورة تحت "الخطر" تحتضن تركيا الدورة السابعة عشر في ظلّ موجة الغضب التي تميّز الشارع التركي، حيث تتواصل المظاهرات في العديد من المدن التركية، وهذا للأسبوع الثالث على التوالي، والتي خلّفت مقتل العديد من الأتراك وإصابة الآلاف منهم، الأمر الذي جعل لجنة التنظيم تدقّ ناقوس الخطر خشية انتقال موجة الغضب إلى مدينة مرسين، حيث تجري جلّ الاختصاصات الرياضية في ظلّ تلقّي اللّجنة تهديدات من طرف الشباب التركي بنقل حركة الاحتجاج إلى معقل القرية الأولمبية، الأمر الذي قد يوقف البطولة قبل انتهائها. ولأن الموعد تنافسي فإن الهدف الأوّل يبقى رياضيا في المقام الأوّل من خلال سعي تركيا إلى تحسين موقعها بين الدول المتوسطية الرّائدة في هذه الألعاب، وبالتالي وضع حدّ لسيطرة الثلاثي إيطاليا، فرنسا وإسبانيا الدائم على المنافسة. كلّ الظرف هُيّئت لإنجاح العرس المتوسطي تعتزم مدينة مرسين التي ستكون في فترة معيّنة عاصمة حوض البحر الأبيض المتوسط -بلا منازع- النّجاح في هذا التحدّي الذي شرعت في الإعداد له منذ سنتين فقط، خاصّة وأن موعدا رياضيا ضخما مثل هذا يحتاج إلى فترة لا تقلّ عن سنوات لإعداده. فإنهاء المدينة لاستعداداتها يعدّ في حدّ ذاته نجاحا بالنّسبة للمدينة التركية التي انتهت من وضع آخر الرّتوشات قبل استقبال وفود الدول ال 24 المشاركة. الجزائر ستكون ممثّلة ب 170 رياضي محو مهزلة بيسكارة وتحقيق أكبر عدد من الميداليات ستكون الجزائر ممثّلة في هذا العرس المتوسطي بعدد من الرياضيين قوامه 168 رياضي ورياضية، والهدف من خلال كلّ هذا العدد هو محو الذكريات المخيّبة لسنة 2009 بمدينة بيسكارة الإيطالية. حيث اكتفت الجزائر بميداليتين ذهبيتين فقط بواسطة العدّاء عنتر زرف العين في سباق ال 1500 متر والملاكم حمّاني رشيد في وزن (75 كلغ)، في الوقت الذي اكتفى فيه زملاؤهما في البعثة الجزائرية بثلاث فضّيات و12 ميدالية برونزية. المشاركة الجزائرية ستقتصر على 16 اختصاصا، وهي: ألعاب القوى، الكرة الحديدية، الملاكمة، الدرّاجات، الجمباز، رفع الأثقال، كرة اليد، كرة السلّة، الكرة الطائرة، الجيدو، الكراتي، السباحة، الملاحة الشراعية، التجذيف، المصارعة، الرّماية والرّمي بالقوس. وعن الهدف المسطّر في هذه الدورة قال رئيس اللّجنة الأولمبية الجزائرية مصطفى بيراف: (إننا نأمل في طيّ دورة بيسكارة التي كانت كارثية بالنّسبة للرياضة الجزائرية)، مضيفا: (هدفنا من خلال مشاركتنا ب 168 رياضي ورياضية في هذه الدورة هو الحصول على أكبر عدد من الميداليات، وبالتالي تمثيل الجزائر بطريقة أحسن من الدورات الماضية). وحسب مصطفى بيراف تبقى حظوظ العناصر الوطنية مبنية أكثر على الرياضات الفردية مثل الملاكمة والجيدو والكرة الحديدية والمصارعة وألعاب القوى وبدرجة أقل الكاراتي. وبالمقابل، ستكون المهمّة عسيرة جدّا في الرياضات الجماعية (كرة السلّة، الكرة الطائرة وكرة اليد) بالنّظر إلى المستوى العالمي الذي تتمتّع به تشكيلات الحوض المتوسطي. فقد اعتاد رياضو الملاكمة، الجيدو وألعاب القوى على إهداء الجزائر ميداليات، فمثلا في الفنّ النبيل ستكون التشكيلة الوطنية ممثّلة ب 10 ملاكمين في جميع الأوزان ويوجد منهم من شارك في الألعاب المتوسطية بيسكارة، على غرار حامل العالم الوطني في أولمبياد لندن 2012 بن شبلة عبد الحفيظ (81 كلغ). وهو نفس الهدف الذي يسعى إليه المصارعون الجزائريون، حيث أبانوا عن عزيمة كبيرة للعودة بحصيد وفير عكس نتائج بيسكارة التي كانت خمس ميداليات برونزية. وفي ألعاب القوى لن تكون المهمّة سهلة للرياضيين الجزائريين أمام منافسين مرموقين لبلدان متوسطية أخرى، سيّما الإيطاليين، الفرنسيين أو أشقائهم المغربيين. وعلى العكس من ذلك، ستكون المهمّة عسيرة جدّا في الرياضات الجماعية (كرة السلّة، الكرة الطائرة وكرة اليد) بالنّظر إلى المستوى العالمي الذي تتمتّع به تشكيلات الحوض المتوسطي.