الحياة في رحاب الله تعالى والإحساس الدّائم بوجوده قائمًا على كلّ صغيرة وكبيرة، لا تأخذه سِنة ولا نوم، يقدّم ويؤخّر، لا مانع لما يُعطي، ولا مُعطي لما مَنع، أمره بين الكاف والنُّون، يولِّدُ لدى المؤمن أمانًا وطمأنينة وسعادة، وليست علاقة المسلم بربّه ساعة أو ساعتين من نهار أو ليل فقط، يُصلّي فيها، أو يصوم، أو يحجّ، بل هي علاقة دائمةٌ مع كلّ خفقة قلب وغمضة عين، صلة مستمرة باللّيل والنّهار، في السّرّ والعلن، حال الرّخاء وحال الشدّة، تبدأ مع استيقاظه من نومه، إذ يحمد الله الّذي ردّ إليه روحه فيقول: “الحمد لله الّذي أحياني بعدما أماتني وإليه النّشور” متّفق عليه. وإذا خرج من بيته منطلقًا نحو الحياة قال متوكّلاً على الله: “بسم الله، توكّلتُ على الله، ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله، اللّهمّ إنّي أعوذ بك من أن أضِلَّ أو أُضل، أو أَزِلّ أو أُزَلَّ، أو أَظلِم أو أُظلَم، أو أَجهَل أو يُجهَل عليّ” أخرجه أبو داود والنّسائي وابن ماجه. فإذا أكَل أو شرب سمّى الله وسأله المزيد: “بسم الله، اللّهمّ بارِك لي فيما رزقتني وزِدني خيرًا منه، وقني عذابَ النّار”. وإذا كان مسافرًا ذَكر الله عند ركوبه دابته أو وسيلة نقله: “سبحان الّذي سخَّر لنا هذا وما كنّا له مقرنين، وإنّا إلى ربِّنا لمُنقلِبون، اللّهمّ إنّا نسألُك في سفرنا هذا البرّ والتّقوى...” أخرجه مسلم عن ابن عمر رضي الله عنهما.