باشرت وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات سلسلة لقاءات مع النقابات التي سبق أن هددت بالدخول في احتجاجات في حال لم تتجسد مطالبها على أرض الواقع، حيث التقت مع النقابة الوطنية لشبه الطبي نهاية الأسبوع الماضي، تبعتها بلقاء جمعها أول أمس بالفيدرالية الوطنية للصحة التابعة للمركزية النقابية التي تضم 10 نقابات في مختلف الأسلاك الطبية؛ بعد أن شهدت العلاقة توترا بين الطرفين خاصة بعد مقاطعة الفيدرالية لجلسات الصحة التي نظمت في جوان الماضي. ففي إطار الجلسات الدورية التي سبق أن برمجتها وزارة الصحة مع الشركاء الاجتماعيين، وجهت دعوة إلى نقابة الشبه الطبي، حيث التقى أعضاء هذه الأخيرة مع اللجنة الوزارية التي نصبها وزير الصحة عبد المالك بوضياف عند تنصيبه على رأس الوزارة. وحسب تصريحات رئيس النقابة لوناس غاشي ل”الخبر”، فإنهم تمسكوا خلال الاجتماع بضرورة تدخل الوزارة لدى المؤسسات الاستشفائية لتطبيق القرارات التي سبق أن أعلنت عنها، على غرار ملف الممرضين المؤهلين بإعادة تصنيفهم في الرتبة 10 عوض 9، حيث سجل هذا القرار تفاوتا في التطبيق عبر المؤسسات الاستشفائية، ونفس الوضع بالنسبة لملف المناصب العليا، وهنا أشار محدثنا إلى أن ممثلي اللجنة وعدوا بإيجاد حل لهذه المشكلة بعد أن سجلوا تذمرا واسعا من قبلهم، ولكونهم تحدثوا خلال اللقاء أنه لا معنى لأي قرار إذا لم يجد طريقه للتجسيد. ومن جهة أخرى تمسكت النقابة بمطلبها في وضع سلم للتصنيف لسلك شبه الطبي على غرار باقي الأسلاك، فلا يعقل أن يحال عون شبه الطبي على التقاعد في نفس الرتبة التي باشر بها مهامه منذ التحاقه بمنصب عمله، وهو المطلب الذي وافق عليه وزير الصحة، وسيمكن الكثير من الممرضين من الاستفادة من امتيازات هذا الأخير، على أن تنطلق المفاوضات حول هذا المطلب بداية من 4 أوت المقبل، ثم تعقد النقابة مجلسها الوطني لاحقا لتحديد موقفها من القرارات الجديدة. ومن جهة أخرى التقت الفيدرالية الوطنية للصحة التابعة للاتحاد العام للعمال الجزائريين بوزير الصحة عبد المالك بوضياف أول أمس في اجتماع رسمي لبّت خلاله الفيدرالية دعوة الوزارة للتفاوض، وتطرق اللقاء وفق ما ذكره الأمين العام للفيدرالية رضا آيت طالب ل”الخبر” إلى مجموعة من الملفات العالقة التي تخص تسوية وضعية بعض الأسلاك ومراجعة الأنظمة التعويضية، وتوصل الطرفان إلى الموافقة على مباشرة المفاوضات بداية من الأسبوع المقبل مع كل من القابلات، أعوان شبه الطبي، أعوان التخدير والإنعاش، الأطباء والبيولوجيين والأسلاك المشتركة، وسيكون للفيدرالية دور الملاحظ والتدخل إن استدعى الأمر، وكذا عندما يتعلق الأمر بقرارات تخص كل عمال القطاع، حيث ستمثل الأسلاك بممثليها اللقاءات المشتركة مع لجنة الوزارة.