دقت ساعة العودة إلى الحياة في غزة مع حلول الساعة الثامنة من صباح أمس، وهو موعد توافقت فيه الفصائل الفلسطينية والاحتلال على تهدئة لمدة 72 ساعة قابلة للتمديد بموجب مقترح مصري. وصل الهواء إلى رئتي المواطنين في غزة التي ترى في التهدئة فرصة لالتقاط أنفاسها، بعد 30 يوماً من العدوان المستمر الذي راح ضحيته قرابة 1866 شهيد ونحو9563 جريح. واستغلت مئات العائلات سريان اتفاق وقف إطلاق النار وإعلان إتمام انسحاب قوات جيش الاحتلال من محيط قطاع غزة للعودة إلى منازلها التي نزحت منها في أطراف القطاع بفعل العدوان الإسرائيلي، فيما سارعت الطواقم الطبية إلى البحث عن جثامين الشهداء بين ركام المنازل المدمرة في شمال قطاع غزة. يسير الخمسيني أبو محمد بشير وخلفه زوجته وأبناؤه في أحد شوارع مخيم جباليا للاجئين، متجهين نحو تفقد منزلهم الواقع وسط مدينة بيت حانون. بلغ مسامع أبو محمد أن الحي الذي يقطنه دمره الاحتلال بصورة شبه كاملة وقد تغيرت معالمه، قطعت زوجة أبو محمد حديثه مع ”الخبر” في غزة متسائلةً: ”ما الذي فعلناه ليلحق بنا هذا الدمار؟!”، تسكت قليلًا وتتحسبن. وفي مشهد آخر.. بدأت الحياة تعود إلى شبه طبيعتها، لاسيما بعد انتشار عشرات عمال النظافة في شوارع غزة لأداء مهامهم. وبدأ المواطنون يبتاعون احتياجاتهم الأساسية والمواد الغذائية، بعد تعذر الوصول إليها خلال 30 يومًا من العدوان. فأينما تولي وجهك في غزة ثمة طوابير يصطف فيها المواطنون أمام المخابز ومحطات مياه التحلية بالإضافة إلى أزمة الكهرباء، وفي هذا الإطار قال مدير دائرة العلاقات العامة بشركة توزيع كهرباء محافظاتغزة جمال الدردساوي في تصريح ل«الخبر”: ”لا يوجد أي خطوط كهرباء عاملة في غزة بسبب الدمار الهائل الذي أحدثته قوات الاحتلال بهذه الخطوط، كما أن خطوط محطة الكهرباء متوقفة”، مؤكداً أن العمل جار لإعادة إصلاح الخطوط الإسرائيلية المغذية للكهرباء داخل مدينة غزة، والتي تعطلت ودُمرت بسبب تعرضها للقصف الإسرائيلي. ويعاني قطاع غزة (1.7 مليون نسمة) من أزمة مياه حادة بسبب تدمير أجزاء من شبكة المياه بفعل القصف الإسرائيلي المتواصل وبسبب انقطاع التيار الكهربائي الذي يعطل عمل مضخات المياه.