عرفت عدة ولايات، من بينها العاصمة وعين تيموشنت، عدة حركات احتجاجية بسبب تأخر عملية الترحيل في بعض الحالات، وبسبب ما وصفه المحتجون ب”الحڤرة” بالنسبة لحالات أخرى. ويعرف ملف الترحيل تشنجا كبيرا منذ زلزال العاصمة، امتد إلى ولايات أخرى. في العاصمة، أقدم، أمس، سكان حي موليني القصديري بالدويرة على غلق الطريق المؤدي إلى الحي تنديدا بسياسة “التهميش والإقصاء” من عملية الترحيل التي مست عديد الأحياء بالحميز وبولوغين وباب الوادي وحسين داي، وأحياء أخرى، دون استفادتهم منها. وقام السكان المحتجون بغلق كل المنافذ والطرقات المؤدية إلى الحي، باستعمال الحجارة والمتاريس والعجلات المطاطية، ما أدى إلى شل حركة المرور لساعات طويلة من نهار أمس، تعبيرا عن سخطهم واستيائهم من “الحڤرة” وسياسة التهميش التي تمارسها عليهم السلطات البلدية، والتي وعدتهم في عديد المرات، حسبهم، بترحيلهم إلى سكنات لائقة، خاصة مع عمليات الترحيل “الاضطرارية” التي تشهدها العاصمة، والتي منحت فيها الأولوية للعائلات المتضررة من الزلزال الذي ضرب العاصمة وبعض الولايات المجاورة لها مطلع هذا الشهر. وقال السكان الذين تحدثوا ل “الخبر”، إنهم ومنذ زمن طويل وهم ينتظرون ترحيلهم إلى سكنات لائقة، “إلا أننا لم نر إلا الوعود الكاذبة التي لم تعرف التجسيد على أرض الواقع”، يقولون. كما ردد هؤلاء خلال احتجاجهم، شعارات عديدة منها “الشعب يريد الرحلة” و«أين هي وعودكم بترحيلنا”، وشعارات أخرى راحوا يرددونها طوال الوقت، مطالبين في السياق ذاته الوالي عبد القادر زوخ والسلطات المعنية بالتدخل العاجل. وفي باب الوادي بالعاصمة دائما، احتج، صباح أمس، عدد من سكان شارع عبد القادر عبدون بباب الوادي في العاصمة على عملية الترحيل التي شملت أمس العديد من سكان البنايات الهشة على مستوى البلدية، على غرار بعض العائلات القاطنة بالشارع نفسه، ما أثار استياءهم وجعلهم يحتجون على ظروف سير العملية. وأقدمت العائلات على غلق الطريق الواقع على مستوى نهج سعيد تواتي والرابط بين مستشفى “محمد لمين دباغين” وحي باسطا علي لساعات إلى غاية الظهيرة، تنديدا بطريقة تحديد العائلات المستفيدة من عملية الترحيل التي لم تكن منطقية، حسبهم، بعد ترحيل 45 عائلة تقطن بالعمارة رقم 4 شارع عبد القادر عبدون، بالرغم من كون العائلات المحتجة تقطن بالجهة المقابلة للعمارة نفسها وتضررت من الزلزال الذي ضرب العاصمة الأسبوع الماضي، على حد قولهم. أما بولاية عين تموشنت، فتدخلت مصالح الأمن، مساء الخميس الماضي، في مدينة المالح، شرقي الولاية، للتصدي لمجموعة من العائلات التي حاولت اقتحام شقق حي 158 وحدة سكنية جديدة المحاذية للطريق الوطني المزدوج الرابط بين وهران وعين تموشنت. ومازال أعوان الشرطة متواجدين حول هذا الحي الجديد لمنع أي مواطن من دخول هذه السكنات، وقد برر محاولو الاقتحام سلوكهم بتأخر توزيع هذه السكنات على المستفيدين منها. وكانت لجنة الدائرة لتوزيع السكنات، أفرجت عن قائمة المستفيدين قبل شهر رمضان، مما أدى بالعشرات من المواطنين إلى الاحتجاج نتيجة عدم إدراج أسمائهم ضمنها، طالبين من المسؤولين إنصافهم. وأمام هذه الوضعية، تم تسجيل أكثر من ثلاثمائة طعن أمام اللجنة الولائية لدراستها.