عائلات في شقة واحدة وشباب ال25 سنة يستفيدون من سكنات تستمر العائلات ولأسباب تتعلق بالسكن، في خوض احتجاجات، للمطالبة بترحيلها أو بإعادة النظر في الوجهة التي سيرحلون إليها، فيما احتجت أخرى نظرا لإقصائها من عملية الترحيل، ليبقى السكن الملف الشائك، الذي يثير حالة من الغليان وسط مواطنين يستعجلون الاستفادة من سكن لائق، فيما تبقى شروط عائلات أخرى عائقا أمام استقرارها. أثار إقصاء 17 عائلة بواد كنيس التابع إقليميا لبلدية المدنية، من عملية الترحيل أمس، سخطا واستياء كبيرين من طرف هؤلاء، حيث طوق المكان برجال الأمن والحماية المدنية تحسبا لنشوب أي مشادات بسبب الإقصاء من الترحيل، مع باقي العائلات المرحلة والتي بلغ عددها 121 عائلة إلى مواقع السبالة وعين المالحة ودرارية، فيما تتواصل عمليات الترحيل إلى غاية الساعة، وقد سخرت الولاية كل الإمكانيات اللازمة لإنجاح عملية الترحيل، على غرار مصالح نات كوم وأسروت والحماية المدنية ومصالح الكهرباء والغاز. المقصيون بواد كنيس يرفضون ترك الحي وأجمعت العائلات المقصية المتواجدة بالحي، على أن عملية الترحيل لم تخضع للأولوية، مشيرين إلى أنها كانت من نصيب الفتيات العازبات، على خلاف العائلات المتضررة من مشكلة السكن، والتي تحمل في تعدادها أكثر من 10 أفراد في العائلة الواحدة، إلى جانب عائلات ضحايا الإرهاب وأبناء المجاهدين، الذين أقاموا في الحي مدة تزيد عن 20 عاما، وهم يتلقون الوعود تلو الأخرى من عدة جهات، ليجدوا أنفسهم مقصيين في نهاية المطاف من أكبر عملية ترحيل التي اعتبروها فرصتهم الذهبية، للظفر بسكن يحمي أولادهم ويؤمنهم. وأضاف بعض المقصيين الذين كانوا في حالة هستيرية في الغضب، موجهين أصابع الاتهام لبعض المسؤولين ببلدية المدنية، أن ملف السكن بالبلدية قد شهد عدة تلاعبات، مشككين-حسب أقوالهم- في نزاهة عملية الترحيل، وقالت أرملة تقوم على تربية 4 أولاد، مقيمة ببيت قصديري إلى جوار عائلتها، أنها صدمت بترحيلها إلى جانب 3 أشقاء متزوجين لديهم بين 4 و6 أولاد، إلى شقة واحدة من ثلاث غرف، رغم أنها تملك الوثائق اللازمة التي تثبت أنها قد سجلت من طرف اللجان بصفة مستقلة وتملك رقمها الخاص بها، مما جعلها وإخوتها يرفضون الترحيل. وقال أحد المقصيين في حديثه ل»السياسي« أنه رحل منذ 1997 من بلدية القبة بعد أن تعرض منزله للحرق، وهو أب ل10 أولاد، لتقوم البلدية المعنية بترحيله إلى السكن القصديري الذي يشغله اليوم، ليفاجأ بكونه مقصيّ من عملية الترحيل. العافية .. المطالبون بالترحيل يقدمون على تحطيم حافلة للنقل الحضري عبرت حوالي 30 عائلة بديار العافية على مستوى بلدية القبة، لم تستفد من عملية الترحيل الجارية، عن رفضها لقرار الولاية، مؤكدة أن عدم ترحيلها إجحاف في حق أبنائها الذين انتظروا الانتقال إلى حياة مستقرة بفارغ الصبر، وقد أقدم العديد من الشباب إلى غاية الساعات الأولى من صبيحة أمس، بقطع الطريق على مستوى حي العافية، بوضع المتاريس والحجارة وبإضرام النار في العجلات المطاطية، مع التنديد بإقصائهم من الاستفادة من السكن، لينضم إلى هؤلاء مواطنون طالبوا البلدية بالفصل في ملف السكن الاجتماعي، وقد أقدم المحتجون على تحطيم حافلة للنقل الحضري، مما دفع بتدخل رجال الشرطة لتوقيف المعتدين على الحافلة، واسترجاع الأمن بالمنطقة، وهو الأمر الذي رحبت به العائلات القاطنة بالحي، والتي أزعجتها تصرفات المحتجين التي بدأت تتخذ منحا عنيفا في وقت متأخر من الليل. المرحّلون يطالبون بعقود ملكية وقد أثارت العديد من العائلات المبرمجة للترحيل إشكالية نقلها من ملكيتها الخاصة، إلى سكنات اجتماعية تقوم بدفع إيجار شهري عليها، وهي الإشكالية التي طرحتها العديد من العائلات، من ديار الباهية وديار الشمس والمحصول، هذه الأخيرة التي تقطن منازلها منذ الاستقلال، والتي رفضت تركها دون ضمان عقود ملكية في الشقق الجديدة التي سيتم ترحيلهم إليها، مشيرة إلى أن حالتها خاصة وغير مشابهة لحالات الترحيل الخاصة بالبيوت القصديرية أو الشاليهات، حيث أكد عمار في حديثه ل»السياسي«، أن ترحيلهم إلى سكنات مؤجرة غير منصف في حقهم، وقد طرح مشكلة إجبارية التنازل عن السكن لصالح الولاية، وهو الأمر الذي رفضته العائلات حسب ذات المتحدث الذي أكد أن »العائلات تقطن بمنازلها منذ الفترة الاستعمارية، مضيفا أن هذه السكنات التي أهّلت منذ سنين بعيدة هي ملكهم اليوم، ويملكون العقود التي تؤكد ذلك، فكيف لنا أن نخلي سكناتنا ونصبح مستأجرين«، وأوضحت العائلات أنها قادرة على دفع الإيجار، لكن بشرط أن تمنح لهم ولاية الجزائر عقود ملكية لمنازلهم فور انتقالهم إليها، ومن جهتها احتجت عائلات بديار الباهية بالمدنية وديار الكاف بوادي قريش بسبب إقصائها من عملية الترحيل، حيث رفضت العائلات المتواجدة بديار الباهية مغادرة سكناتها، متسائلة عن سبب الإقصاء، كونها تمتلك عقود ملكية للمنازل التي كانت تأهلها منذ سنوات، فيما اختارت عائلات أخرى أن تعود بشاحناتها من الوجهة التي تم ترحيلهم إليها، حيث رفضت العائلات المعنية بالترحيل الشقق الممنوحة لها، حيث اعتبرتها ضيقة ولا تكفي العدد الكبير من أفراد العائلة الواحدة، وقصدت مقر المقاطعة الإدارية لسيدي امحمد لتقديم الطعون. مواطنو المحمدية يهدّدون بتصعيد الاحتجاج وللتنديد بقرارات لجان توزيع السكن على مستوى المقاطعات الإدارية، اختارت أكثر من 100 عائلة بالمحمدية، بينهم نساء وشباب وشيوخ وأطفال، الخروج إلى الشارع وقطع الطريق الوطني رقم 5، احتجاجا على عدم تمكينهم من الاستفادة من السكن الاجتماعي اللائق، رغم معاناتهم في البيوت الهشة منذ 40 سنة، وقد هدد هؤلاء بتصعيد الاحتجاج معبرين بذلك عن رفضهم لإضافة سنوات أخرى من المعاناة إلى قائمة سنواتهم السابقة، مؤكدين عزمهم على قطع الطريق على مستوى الجسر الرابط بين المحمدية وقصر المعارض، في حال لم تستجب السلطات المحلية لمطالبهم في الترحيل، وقد كانت العائلات بحي ديصولي التابع لبلدية بوروبة، قد ضربت لنفسها موعدا للخروج إلى الشارع والاحتجاج، أمام مقر الدائرة الإدارية للحراش، للمطالبة بالترحيل. وسكان بن طلحة يرفضون ظفر الغرباء بسكنات في بلديتهم وقد شهدت من جهتها، منطقة بن طلحة جنوب العاصمة عملية احتجاجية في ساعة متأخرة من أول أمس، رفضا لحملة إعادة الإسكان التي شرعت فيها ولا ية الجزائر بعدد من البلديات، حيث بث المحتجّون الكثير من الفوضى في المنطقة، وأقدموا على قطع الطريق الولائي الرابط بين مدينتي براقي وبوقره بالعجلات المطاطية والأحجار والمتاريس، وعلمت »السياسي« من موقع الحدث أن الاحتجاجات، كانت قد اندلعت في صباح أول أمس واستمرت إلى غاية ساعات متأخرة من الليل، بعد أن أقصيت العائلات القاطنة بالمكان المسمى حوش الميهوب، والذي يضم أكثر من عشرين عائلة من قائمة المستفيدين من سكنات جديدة، رغم أن السلطات المحلية أكدت ل »السياسي« أن هذه العائلات من ميسوري الحال كونهم يملكون سكنات لائقة خاصة بهم. وقد احتج هؤلاء تعبيرا عن رفضهم لتوافد عائلات من أحياء ببلديات أخرى، ومن نواحٍ مختلفة من العاصمة، وإسكانهم في سكنات جديدة ببن طلحة، والتي اعتبروها »من حقهم«، حيث اعتبروا أنفسهم من ذوي الأولوية في الاستفادة من السكنات التي شيدت بمنطقتهم، وقد شهدت بن طلحة في الآونة الأخيرة عملية ترحيل كبيرة لأحياء جديدة، إذ يعد حي 700 مسكن من بين أكبر وأرقي الأحياء على مستوى منطقة براقي، الذي يضم العائلات المتضررة من الفيضانات التي ضربت حي باب الواد وبعض العائلات القاطنة بالبيوت الهشة بحي بلكور، كما تم بناء حي جديد بمحاذاة الطريق السريع، والذي خصص لإعادة إسكان عائلات حي القبب ببراقي. وقد عرقلت هذه الاحتجاجات حركة السير بشكل ملفت، اليومين الماضيين، مما جعل حفلات نقل المسافرين تتوقف عن السير، واضطر الموطنين الساكنين ببوقرة وسيدي موسى الى قطع مسافة كبيرة مشيا على الأقدام، للالتحاق بالحافلات. العائلات بالكاريار ترفض استفادة الشباب الأقل من 25 سنة ومن جهتها رفضت العائلات المقصاة من عملية الترحيل، التي مست حي الكاريار في إطار برنامج إعادة الإسكان، استفادة شباب غير متزوجين من سكنات لائقة، باعتبارهم من غير ذوي الأولوية، حيث اعترضت عائلات قالت في حديثها ل»السياسي« أنها بحاجة ماسة إلى السكن باعتبارها مسئولة عن أطفال، ينبغي تنشئتهم في سكنات لائقة، مؤكدة أن وضعيتها الحالية تهدد مستقبلها ومستقبل أبنائها، وقد قام المحتجون على هذه الوضعية بمنع رئيس البلدية وأعضاء من لجنة الإسكان من مغادرة مركز التكوين المهني الذي تمت فيه الإجراءات الإدارية للعملية، وذلك احتجاجا على قائمة الترحيل، حيث أكدوا أن بعض الشقق منحت لشباب أعمارهم لم تتجاوز 25 سنة، في حين أقصيت عائلات انتظرت العملية لأكثر من 50 سنة، بالاضافة إلى وضعيتها الاجتماعية الصعبة، والتي أكدت بشأنها أنها تقطن مساكن غير صالحة وغير قادرة على تحمل ظروف الطبيعة أكثر، بالموازاة مع عدد أفراد العائلة الذي بلغ معدل 7 أفراد. ترحيل عائلات ديار الكاف وعبد القادر عبدون في ظروف عادية استفادت 336 عائلة من حي ديار الكاف من سكنات لائقة بحي عين المالحة، ببلدية جسر قسنطينة، و29 عائلة من حي عبد القادر عبدون ببلدية باب الواد، من سكنات بحوش مقنوش، في ظروف جد حسنة، حيث تتوفر المواقع المرحل إليها على كل المرافق التربوية والترفيهية، وتجدر الإشارة أن عملية الترحيل هذه تمت أول أمس وتواصلت الى غاية الساعات الأولى من صباح اليوم الموالي. وسط احتفالات عمت المواقع، وخلال تواجدنا مع هذه العائلات المرحلة الى موقع جسر قسنطينة بعين المالحة، وحوش مقنوش، حيث لاحظنا رضا كبيرا وسط المستفيدين وفرحة عارمة، وكانت العائلات سواء بحوش مقنوش أو عين المالحة التي قمنا بزيارتها قد أعلنت الأفراح منذ دخولها سكناتها فعلى أنغام الزرنة وزغاريد النساء العاصميات ورقصات الشباب والرجال والأطفال تعالت أصوات الجميع مرددين »صبرنا ونلنا« و»يحي رئيسنا وأطال الله في عمره« في عبارات الثناء التي ملأت المكان، فكلهم أقروا بجهود رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، في انتشال الشعب من الفقر والصعود إلى حياة الكرامة وخير دليل تصريحات السكان المرحلين الذين قالوا »أخيرًا وبعد 50 عامًا من الضيق جاء الفرج«، وقال بعضهم »لم نكن حتى لنحلم بهذه السكنات، لأن كل شيء متوفر المطبخ، الحمام وكذلك دورة المياه والشرفات والغرف الواسعة، فبعد أن كنا نقطن بغرفة واحدة بها كل المرافق المذكورة، جاء يوم الفرج بعد معاناة وجهناها بديار الكاف«. محمد إسماعيل ل»السياسي« ترحيل 1000 عائلة كل يوم أو يومين تحدٍّ لولاية الجزائر أشار مدير السكن بولاية الجزائر، إلى أن هذه الأخيرة عملت على تجنيد أزيد من 1000 عون لترحيل العائلات واستقبالهم في الأحياء الجديدة، بمرافق تربوية، وترفيهية، وأضاف أن عملية ترحيل ديار الكاف هي عملية مندمجة، موضحا أن مصالح الولاية قد حولت السكنات التى رحلت منها العائلات 336 عائلة، الى سكنات راقية متكونة من 3 و4 غرف مضيفا أن 240 عائلة حولت لحي 600 مسكن، وأشار محمد إسماعيل أن الولاية قد سخرت كل الإمكانيات لاستقبال العائلات، بحيث سخرت لترحيل ديار الكاف وحي عبد القادر عيدون وحدهما 1000عون، كما سخرت مؤسسة نات كوم وكذا عمال مؤسسة »إرما«، والحماية المدنية والأمن الوطني والإسعاف، كلهم يعملون كجنود من أجل إنجاح عملية الترحيل، ومن جهتها مصالح مديرية الطاقة والمناجم، كانت حاضرة بهدف ضمان التزويد المحكم للكهرباء والغاز، وذلك بكل المواقع وليس بهذين الموقعين فقط، وذلك منذ انطلاقها الأسبوع الماضي، حيث أكدت هذه المصالح ل »السياسي« أنهم يسهرون على ديمومة وتوفير طاقة للغاز والكهرباء على كل مستوى المناطق التي تم ترحيل العائلات منها وإخلائها من السكنات الفوضوية، والتي ستنطلق بها عملية الترحيل بحيث سيتم وضع التوصيلات والعدادات قبل بداية هدم الأحياء القصديرية، وأكد محمد إسماعيل أن ترحيل 1000 عائلة كل يوم أو يومين يعتبر تحدي السنة بالنسبة لمصالح ولاية الجزائر، ليبقى التحدي الأكبر بالنسبة للمواطن هو الحفاظ على هذه السكنات والأحياء.