وصف الدكتور محمد أبو سمرة، المفكر الإسلامي الفلسطيني ورئيس تيار الاستقلال الفلسطيني، المفاوضات غير المباشرة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، ب”الإيجابية”، مؤكدا أنها تتم بجدية كبيرة بالرغم من الصعوبات الشديدة التي قابلت الوفد الفلسطيني، وتوقع بأن يتم تمديد الهدنة 72 ساعة أخرى، لحين التوصل إلى اتفاق واضح يرضي الشعب الفلسطيني. وأوضح رئيس تيار الاستقلال الفلسطيني أنه تم تأجيل الحديث عن مسألتي إنشاء مطار وميناء بغزة، وأنه لا تراجع عن وقف إطلاق النار، لكنه شكك في التزام الكيان الصهيوني بذلك. وقال في تصريح خص به ”الخبر”: ”اليهود شياطين الإنس والجن وفي كل مرة تشترط مطالب جديدة، لكن موقفنا بات مختلفا هذه المرة، وقد توحد الوفد الفلسطيني المشارك في المفاوضات غير المباشرة على موقف صلب للغاية، وبالتالي هناك ثبات على الموقف الفلسطيني، ودعم من مصر”. وعن كواليس المفاوضات التي تجرى بين الطرفين الفلسطيني والمصري، بخصوص وقف إطلاق النار وإنهاء العدوان الصهيوني على قطاع غزة، كشف عضو الوفد الفلسطيني للتهدئة المتواجد بالقاهرة، أنه تم الاتفاق بشكل مبدئي على أن يكون معبر رفح البري تحت إدارة مصر وفلسطين، وأن يشرف ألف ضابط وجندي من حرس الرئاسة الفلسطينية على الجانب الفلسطيني، وهي النقطة التي وافقت عليها إسرائيل التي قالت إنها تريد أن تبقى قوات الحرس الفلسطيني تحت إشرافها، وهذا وضع صعب وغير مقبول، لأن قوات الحرس الرئاسي ليست تابعة للكيان الصهيوني، وقد اتفقت فلسطين ومصر بخصوص هذا الأمر، قبل الحرب، عندما تم تشكيل حكومة الوفاق الوطني. وأضاف أبو سمرة قائلا: ”إسرائيل أرادت أيضا إقحام مسألة الجنود المختطفين في الاتفاق، إذ تدعي أن فصائل المقاومة اختطفت اثنين أو ثلاثة من جنودها، ولا أحد لديه معلومات واضحة حول هذا الادعاء سوى فصائل المقاومة، التي قالت إنها لا تريد مناقشة هذه المسألة، وأن الحديث عن ذلك غير مسموح، وأنه ملف تفاوضي مستقل وسيأخذ وقتا، كما حدث مع التجربة اللبنانية الإسرائيلية سابقا، وقد اتخذت فصائل المقاومة قرارا بعدم التحدث في هذا الأمر دون ثمن تدفعه إسرائيل”. وأبرز محدثنا أن شن الكيان الصهيوني الحرب على قطاع غزة، هدفه إفشال حكومة الوفاق الوطني التي تم التوافق عليها، والمصالحة الوطنية الفلسطينية، وهو المخطط الصهيوني الذي أفشلته دماء الشعب الفلسطيني الطاهرة التي سالت على أرض غزة. هذا وارتكزت المباحثات غير المباشرة التي أجراها الوفد الفلسطيني مع الصهاينة بالقاهرة، أمس، على آليات تنفيذ اتفاق يشمل ستة محاور أساسية، أبرزها فتح المعابر وتدفق المساعدات عبر المعابر الواصلة لقطاع غزة، إعادة إعمار غزة، وفتح معبر رفح بتواجد حرس الرئاسة وإدارة حكومة التوافق، وتسهيل دخول الأفراد عبر معبر إيرز وتوسيع مساحة الصيد إلى 6 أميال، على أن تكون الضمانات مصرية أمريكية، لضمان أن تتقيد إسرائيل وتلتزم بما وافقت عليه.