حذّر وزير الشؤون الدينية والأوقاف، محمد عيسى، أمس، من تأثير دعاة مختلف المذاهب الإسلامية على الحجاج الجزائريين، خلال القيام بمناسك الحج للموسم الحالي، ووجّه تعليمات صارمة إلى البعثة الوطنية من المرشدين الدينين لحماية المرجعية الدينية الجزائرية القائمة على المذهب المالكي أمام مدّ التيارات الدعوية الأخرى. وأشار الوزير، خلال إشرافه على اليوم الدراسي حول تأطير الحج لموسم 2014، إلى الفتاوى التي تتبناها مختلف التيارات، على الرغم من أنه فضّل عدم ذكر أي مذهب بعينه، واكتفى بالتشديد على المرشدين والمرشدات بضرورة التقيّد بالفتاوى ذات المرجعية المالكية أمام كل التوجهات الأخرى، بصرف النظر عن مصدرها وتوجهاتها. وأكد محمد عيسى، في هذا الاتجاه، على ضرورة الرجوع إلى لجنة الإفتاء المتواجدة ضمن بعثة الحج، واعتبرها الهيئة الوحيدة صاحبة صلاحية إصدار الفتاوى الدينية، التي تكون موحدة بالنسبة لجميع الأئمة المرافقين للحجاج الجزائريين. وشدد الوزير بالمقابل على تبسيط النصائح والإرشادات المقدمة لزوار بيت اللّه الحرام، نظرا لاختلاف مستويات الفهم لديهم، لتمكينهم من أداء مناسك الحج وفق الضوابط الشرعية. ومن ناحية أخرى، نفى المتحدث تأثير فيروس إيبولا على موسم الحج المقبل، مشيرا إلى أن وزارة الشؤون الدينية والأوقاف تتابع تطور الأوضاع الصحية في هذا الشأن، بالتنسيق مع الهيئات الصحية بالمملكة العربية السعودية، قبل أن يؤكد على اتخاذ جميع التدابير الوقائية اللازمة لتفادي إصابة الحجاج الجزائريين بهذا المرض، ووجّه تعليمات للمرشدين والمرشدات الدينيات للقيام بدور المنسق بين البعثة الطبية والحجاج لضمان احترامهم للقواعد الاحترازية من الإصابة بعدوى فيروس إيبولا، فضلا عن الأمراض الأخرى. وكشف الوزير، في سياق التأكيد على العمل على عدم تكرار النقائص المسجلة في المواسم الماضية، عن مراجعة عدد الحجاج في غرف العمائر المستأجرة، وشدد على عدم السماح بتجاوز عدد أربعة حجاج في كل غرفة من مساحة 4 متر مربع. وأكد مسؤولو البعثة الوطنية للحج في التوجيهات المقدمة للمرشدين على تجنب العروض التجارية مع الحجاج، لاسيما عبر صفقات بيع الهدي والأضاحي، بالإضافة إلى التواصل المستمر مع الحجاج للإجابة عن أسئلتهم الدينية والدنيوية على السواء.