''السعودية وعدتنا بتقليص فترة مكوث الحجاج إلى أقل من 35 يوما'' لم تتلق لحد الآن وزارة الشؤون الدينية والأوقاف الرد النهائي من السلطات السعودية المتعلق بفترة مكوث الحجاج في البقاع المقدسة. فقد كشف بوعبد الله غلام الله أن سلطات المملكة وعدت نظيرتها الجزائرية خلال المفاوضات بتقليص الفترة إلى أقل من 35 يوما. أكد وزير الشؤون الدينية والأوقاف، أمس، على هامش لقاء لفائدة مؤطري الإرشاد الديني للحجاج بدار الإمام بالمحمدية في العاصمة، أن مصالحه لم تتلق بعد ردا رسميا من السلطات السعودية عن طريق الخطوط الجوية الجزائرية لإعلان برنامج الرحلات. وسيستفيد الحجاج الجزائريون، هذا الموسم، لأول مرة، من حافلات تقلهم، فقد تم استئجار حافلات جديدة وحديثة من مكة إلى المدينةالمنورة على مسافة 500 كلم لتفادي المشاكل التي واجهها الحجاج خلال المواسم الماضية، مثلما أكده بربارة الشيخ، مدير ديوان الحج والعمرة، الذي كشف أيضا على توحيد لباس أعضاء البعثة الجزائرية للحج، مشددا على عدم نزعه، خاصة خلال أداء المشاعر الدينية، وذلك حتى لا يتنصل أحد من واجباته تجاه الحجاج، مشيرا إلى أن هناك لجنة للتقييم والمتابعة. مخيّمات الجزائريين مجهزة ومفروشة للحجاج النظاميين فقط كما أكد المدير العام للديوان الوطني للحج والعمرة أن الحجاج الجزائريين سيستفيدون من علاج طبي على مستوى المخيمات، موضحا أن السلطات السعودية كانت تمنع إيفاد بعثة طبية رفقة الحجاج خلال السنوات المنصرمة، مشترطة تلقي الحجاج الإسعافات على مستوى المراكز الصحية، ومن من شأن هذه العملية التخفيف عن الحجاج عناء التنقل إلى المستشفيات لتلقي العلاج، خاصة بالنسبة لكبار السن. وكشف نفس المسؤول أن المخيمات الخاصة بالجزائريين بمنى ستكون مفروشة وتتوفر على جميع احتياجاتهم، مشيرا إلى أن هذه الخيم ستخصص للحجاج النظاميين وليس لحاملي تأشيرات المجاملة. وفي هذا السياق، دعا وزير الشؤون الدينية، خلال مداخلته أمام المرشدين والأئمة، التي ستضم 102 مرشد و12 مفتيا و6 مرشدات، إلى حماية الحجاج مما وصفه ''التيارات المشبوهة والمفسدة'' التي تستغل الفرصة لتقديم فتاوى مغالطة، مطالبا المرشدين بمساعدة الحجاج على إتمام مناسك الحج بصفة صحيحة وسليمة من الناحية الدينية وعدم تركهم عرضة لدعاة المذاهب الأخرى حفاظا على المرجعية الدينية الوطنية. ودعا بوعبد الله غلام الله المرشدين إلى الشروع في حملات التوعية والإرشاد على مستوى المساجد من خلال تخصيص دروس مرة أو مرتين في الأسبوع، مؤكدا أنه سيتم تكريم 20 مرشدا من يثبت أنهم تفانوا في عملهم تجاه الحجاج من خلال السماح لهم بالإرشاد في الموسم القادم. السعودية استلهمت من تجربة الجزائر في تخصيص المرشدات من جهته، أكد مدير التوجيه الديني والتعليم القرآني، محمد عيسى، أن البعثة تضم 6 مرشدات، مشيرا إلى أن الجزائر كانت السباقة على مستوى الدول العربية في تطبيق تجربة إيفاد مرشدات إلى البقاع المقدسة، مؤكدا أن السعودية كانت أول من استلهمت من التجربة الجزائرية في هذا المجال يضاف إليها المغرب، كما حرص على تذكير المرشدين الدينيين بضرورة بذل جهود مضاعفة للتكفل بجميع الحجاج الجزائريين، على اعتبار أن عدد هؤلاء غير كاف مقارنة بعدد الحجاج البالغ 36 ألف حاج. وتم استعراض، أمس، التجربة الإندونيسية في موسم الحج، حيث قدم مدير خدمات الحج عرضا مفصلا حول الترتيبات والإجراءات التي يتم اتخاذها في بلده لضمان موسم حج ناجح.