أكد البابا فرنسيس في ختام زيارة الى ألبانيا ان هذا البلد "ليس مسلماً بل أوروبي"، موضحاً أنه اختار هذه الدولة الصغير لتكون الأولى التي يزورها في القارة الاوروبية لأنه أراد "إرسال رسالة" إلى أوروبا. وفي مؤتمر صحافي عقده على متن الطائرة التي عادت به الى روما، قال الحبر الاعظم رداً على سؤال عن سبب اختياره دولة صغيرة غير عضو في الاتحاد الاوروبي لتكون وجهته الاولى في القارة العجوز ان السبب "هو أنني اردت ارسال رسالة، ارسال اشارة" الى اوروبا. ولم يوضح البابا ما قصده بهذا الكلام إلاّ أنه أشاد بقوة ب"الشبيبة" الالبان و"بالقدرة الاخوية" في تعامل مكونات المجتمع الالباني الثلاثة، اي المسلمون والكاثوليك والارثوذكس، مع بعضهم البعض. واكد البابا الارجنتيني انه حتى وان كانت البانيا دولة ذات اكثرية مسلمة (56%) فهي "ليست بلدا مسلما بل بلد اوروبي". وكشف البابا انه سيتوجه في نهاية تشرين الثاني (نوفمبر) إلى ستراسبورغ ليس فقط لزيارة البرلمان الاوروبي وانما ايضا لزيارة مجلس اوروبا. وحصلت تيرانا في تموز (يوليو) الفائت على وضع مرشح للانضمام الى الاتحاد الاوروبي. وغالباً ما يقال ان الاسلام يقف عائقاً امام انضمام بعض الدول، ولا سيما تركياوالبانيا، الى الاتحاد الاوروبي لأنه رمز لاختلاف ثقافي كبير جدا بين مجتمعات هذه الدول والمجتمعات الاوروبية. وفي ختام نهار امضاه في تيرانا اكد البابا ان البانيا "لديها جذور ثقافية جميلة جدا"، معرباً عن تقديره لهذا البلد الصغير ولشعبه الذي عانى الكثير في حقبة الديكتاتورية الشيوعية. وقال: "ليس الكاثوليك فحسب، بل الكاثوليك والارثوذكس والمسلمون، (الطوائف) الثلاث شهدت لله واليوم تشهد للاخوة". وخلال الرحلة القصيرة بين تيرانا وروما فاجأ البابا الصحافيين بهذا المؤتمر المرتجل والذي طلب خلاله المتحدث باسم الكرسي الرسولي الاب فيديريكو لومباردي ان تحصر الاسئلة بثلاثة فقط يكون موضوعها الزيارة ويطرحها صحافيون البان، غير ان الصحافيين لم يلتزموا بهذا الطلب وجرب كثيرون منهم حظهم فطال امد المؤتمر الصحافي وسط حالة من الفوضى. ورفض البابا الرد على سؤال واحد فقط يتعلق بسينودس العائلة المقرر عقده قريبا والذي ينقسم حوله كرادلة الكنيسة وتحديدا حول موضوع زواج المطلقين مجددا، مشيراً إلى ان موضوع هذا المؤتمر الصحافي هو الزيارات البابوية حصرا.