يبدو أن أزواج وزوجات الجنود الأميركيين المتوجهين إلى ليبيريا من قاعدة فورت كامبل في ولاية كنتاكي الأميركية يتلكأون لفترة أطول من المعتاد في نهاية اللقاءات التي يتم فيها اطلاعهم على التفاصيل قبل سفر الجنود في مهمات عسكرية، انتظارا لمعرفة المزيد عن فيروس إيبولا. فبالنسبة إلى هذه العائلات، يثير الفيروس نوعا مختلفا من القلق الذي اختبروه خلال 13 عاما من الحرب البرية في العراق وأفغانستان، وهم يريدون أن يتأكدوا كيف سيحمي الجيش الجنود من الوباء، ما يشكل إضافة جديدة إلى قائمة التهديدات الطويلة التي يواجهها الجيش. وقال الميجر جنرال جاري فولسكي، الذي سيتوجه قريبا إلى ليبيريا مع جنود من الفرقة 101 المحمولة جوا، "الإيبولا هو مجموعة مختلفة من المشاكل التي لم تواجهها الفرقة من قبل". وشدد المسؤولون على أن "الجنود الأميركيين لن يعالجوا بالتأكيد المرضى الليبيريين، وإذا سار كل شيء حسب ما هو مخطط له لن يكون هناك أي نوع من التفاعل معهم". لكن لا يزال بعض القلق يساور عائلات الجنود الأميركيين. وقال اللفتنانت كولونيل سكوت سانماير، وهو كبير المهندسين في مونروفيا، لرويترز عبر الهاتف، "لدي طفلان، وهما بالتأكيد قلقان على والدهما"، مضيفا "لقد تشاطرت مع عائلتي التدريب الذي تلقيته، وبهذه الطريقة أريحهم من مخاوفهم". وتركزت الانظار في الولاياتالمتحدة على مخاطر عدم احتواء الايبولا في غرب افريقيا، بعد وفاة المريض الأول الذي تم تشخيص حالته على الاراضي الأميركية توماس اريك دنكان يوم الأربعاء. ومع تطور تهديد إيبولا، اعترف البنتاغون أن "عدد الجنود الذين سيتم إرسالهم إلى غرب أفريقيا سيزداد مع حجم وفترة المهمة هناك"، مشيرا إلى أن "عدد الجنود الذين سيتم إرسالهم إلى هناك يمكن أن يتخطى التوقعات الحالية لنحو أربعة آلاف الذي ارتفع بدوره عن التقديرات الأولية التي بلغت ثلاثة آلاف جندي". ويعطي الجيش حصصا تدريبية على إجراءات الأمان الضرورية التي يتعين اتباعها في مونروفيا وغيرها. وفي فورت كامبل كان 150 جنديا يحضرون إحدى هذه الحصص. وأصغى الجنود بانتباه إلى مجموعة المدربين من مؤسسة الأبحاث الطبية عن الأمراض المعدية في الجيش الأميركي، الذين أوضحوا مخاطر إيبولا الذي يقتل تقريبا نصف الاشخاص الذين يصيبهم. وقال الكابتن أليكس ويلارد، الذي يخضع للتدريب، إن "المهمة في غرب افريقيا مختلفة إلى حد كبر عن انواع العمليات في العراق وأفغانستان التي ربما يرتاح الكثير من عناصر الفرقة 101 أكثر فيها".