وسط لامبالاة الوزارة الوصية وعدم احترامها هذا الحدث الفني السينمائي الأبرز في مسيرة الجزائر، اتجهت دورة 2014 لمهرجان وهران للفيلم العربي نحو الإلغاء رسميا، حيث مر التاريخ المحدد في شهر سبتمبر الماضي دون أدنى توضيح من وزارة الثقافة، ولم يستسغ رواد السينما العربية وحتى الجزائرية طريقة التعامل مع مهرجان وهران للفيلم العربي، حيث لا تزال إجراءات تقديم طلب الاشتراك في المهرجان مجهولة. إلى غاية كتابة هذه الأسطر لم تصدر وزارة الثقافة بيانا لتوضيح أسباب إلغاء دورة العام الحالي لمهرجان وهران، وإلى ذلك أعلنت الصفحة الرسمية لمهرجان وهران للفيلم العربي عبر موقع التواصل الاجتماعي إلغاء دورة العام الجاري، دون تحديد الأسباب، حيث كتبت بعد طول انتظار “ستعقد الطبعة الثامنة لمهرجان وهران للفيلم العربي خلال الثلاثي الأول لسنة 2015”، وما يؤكد حجم الخلافات داخل بيت المهرجان كما سبق أن أشارت إليه “الخبر”، عقب تقديم محافظة المهرجان ربيعة موساوي طلب إعفائها من إدارة المهرجان، ما وضع الوزيرة نادية لعبيدي في حرج. ولا تزال النخبة السينمائية تتساءل عن أسباب الإلغاء بهذه الطريقة “الغامضة”، وعدم تقديم وزارة الثقافة تبريرات أو مراسلة الإعلام في هذا الإطار، ما أساء إلى صورة الجزائر أمام العالم العربي. وإلى ذلك لم يعد سرا أن السلطات الرسمية وأعيان وهران يقفون ضد إقامة الدولة الثامنة لمهرجان وهران السينمائي بصيغته العربية، حيث تطالب وهران، بحسب ما تورده الصحف المحلية للمدينة، بمهرجان يحمل صيغة عالمية وعدم اقتصار البساط الأحمر للضيوف العرب، سيما مصر التي يصنع نجومها الحدث في كل دورة، ولا تستفيد الجزائر من ذلك بشيء. ويبقى السؤال مطروحا متى تتصالح وزارة الثقافة المنشغلة بالإعداد لتظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية مع مهرجان للفيلم العربي، الذي يواجه أزمة حادة في الإدارة وغياب وجوه لديها القدرة على الحفاظ على ماء وجهه.