استمرارا للاستفزازت الإسرائيلية التى لا تنتهى، جددت دولة الاحتلال الإسرائيلى إثارة المزاعم والأكاذيب حول وجود ممتلكات لليهود فى الجزائر والدول العربية لم ترد إليهم حتى الآن، وأن الدول العربية أجبرتهم على ترك منازلهم وممتلكاتهم قبل مغادرتهم أوطانهم وذهابهم للأراضى الفلسطينيةالمحتلة فى فترة الخمسينيات والستينيات من القرن الماضى. وفى إطار جهودها الدؤوبة لتشويه التاريخ، بدأت إسرائيل الأسبوع الجارى، إحياء أول ذكرى رسمية لما تسميه يوم "خروج وطرد اليهود من الدول العربية وإيران"، حيث أقامت مراسم وطقوس رسمية للذكرى الأولى فى ديوان الرئيس الإسرائيلى، رؤوفين ريفلين، مساء أمس الأحد، وذلك فى الوقت الذى لم تدين فيه أى دولة عربية هذه التصرفات الاستفزازية حتى الآن. وتقوم إسرائيل بإحياء هذا الحدث بموجب قانون جديد بهدف لفت الأنظار إلى اليهود الذين قدموا لإسرائيل من الدول العربية وإيران، حيث سنت هذا القانون فى أجواء عنصرية متطرفة بالكنيست منذ عدة أشهر لاعتبار يوم ال30 من شهر نوفمبر من كل عام يوما لإحياء هذه الذكرى، وليأتى بعد يوم واحد من ذكرى تقسيم فلسطين فى الأممالمتحدة فى ال29 من نوفمبر عام 1947. وتحاول السلطات الإسرائيلية خلق قضية موازية لتهجير الفلسطينيين من وطنهم، وأقامت منظمات يهودية دعاوى قضائية دولية لمطالبة الدول العربية بتعويضات ضخمة على تهجير اليهود، المزعوم، وذلك فى الوقت الذى تتنكر فيه لتهجير الشعب الفلسطينى من أراضيه بالقوة، وتسعى من خلال هذه الخطوة إلى اختزال تهجير الفلسطينيين ونكبتهم برواية مختلقة حول تهجير اليهود من الدول العربية. وفى تطاول غير مبرر، طالب الرئيس الإسرائيلى، خلال كلمته بالحفل أمس الأحد الدول العربية وعلى رأسها مصر، بإعادة الأموال والممتلكات التى تركها اليهود خلفهم فى الدول العربية وإيران. ونقلت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية عن ريفلين قوله: "هذا الصوت يجب أن يصل لكل مكان، ولكل المنظمات الدولية من أجل إصلاح الظلم التاريخى من خلال التعويضات وإعادة الأموال". وقال الرئيس الإسرائيلى إنه يجب استرجاع أموال اليهود التى بقيت فى تلك الدول، بينما تركها أصحابها الأصليون ولجأوا إلى إسرائيل، مضيفا: "ينبغى ترديد قصة هؤلاء اليهود فى الأوساط العالمية، من أجل تصحيح الظلم التاريخى، بصورة حقيقية، من دفع التعويضات وإرجاع الأموال والمطالبة بتعويضات لهم". وأضاف ريفلين: "حتى اليوم ما زالت طهران وحلب ومراكش وبغداد وصنعاء وطرابلس، أماكن ممنوع دخول اليهود الإسرائيليين إليها، وبقيت الكنوز الثقافية والأملاك ودمرت وسلبت، غير مرة، من قبل حكومات تغمرها الكراهية"، على حد زعمه. واستطرد الرئيس الإسرائيلى مزاعمه قائلا: "يوم الخروج من مصر والدول العربية وإيران هو فرصة لتطبيق العدل التاريخى، من خلال نظرة معتدلة، جديدة، لا تتجاهل مشاكل الماضى، لكن أكثر من ذلك، يتطلب منا هذا اليوم أن نذكره ونتبنى فى قلوبنا الكنوز الثقافية التى أنتجتها الجاليات فى البلاد العربية وإيران، والاعتراف بمساهمتهم المهمة والفخمة فى صنع المستتقبل المشترك، الذى يتشكل اليوم، وفى تاريخ دولة إسرائيل".