احتفلت فلسطين، وعمت الفرحة والبهجة في كل الأقطار العربية، بالقرار التاريخي لجمعية الأممالمتحدة، والذي صوت على منح فلسطين صفة دولة مراقب غير عضو في الأممالمتحدة، لأن هذا القرار هو انطلاقة مشروع من أجل اعتراف قانوني بفلسطين، وبالتالي يرفع مستوى التمثيل لديها إلى دولة مراقب غير عضو في المنطقة الدولية، حيث يسمح لها أيضاً اللجوء إلى المحكمة الجنائية الدولية لفك النزاعات العالقة لديها، ويمكن كذلك من خلال هذا القرار تجريم إسرائيل للتجاوزات التي تقوم بها ضد الشعب الفلسطيني. وعلى غرار كل هذا، هل تغير الموقف الإسرائيلي عند صدور هذا القرار؟؟.. لم، ولن يتغير الموقف الإسرائيلي، فقد صرح مسؤول في مكتب الحكومة الإسرائيلية، أن إسرائيل لن تتراجع عن بناء 3000 وحدة استيطانية في القدس والضفة الغربية، وقد كان هذا الإعلان عن مشروع إسرائيل الاستيطاني، بعد يوم واحد من تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة، ضاربة بذلك القرار عرض الحائط.. وهذا أمر معروف وعهدناه من الكيان الصهيوني، فلا تراجع عن قرارات توسيع الاستيطان رغم الضغوط، الاستعراضية، التي تقوم بها بعض الدول العربية والغربية، وقد قامت بعض الدول الأوربية كفرنسا، وبريطانية، والسويد، والدنمارك باستدعاء سفراء إسرائيل لديها لتفسير عن ما يحدث من توسيع البناء الاستيطاني في الأراضي الفلسطينية وخاصة ما يكنه هذا العمل الإجرامي ضد القرار الأخير من تحدي للأمم المتحدة ومراسيمها الصادرة، وكذلك ما سوف يحدثه هذا المشروع من خرق وتأثير سلبي على الجهود الرامية لاستئناف المناقشات المباشرة. هذا ما لم تفعله بعض الدول العربية، مثل: قطر، والمغرب، والأردن. ولم تخجل ولو دولة واحدة من هذه الدول من نفسها بقيام سفارة إسرائيل على أراضيها، والتي لم تحمل حتى عناء استدعاء سفراء اليهود لديها للاستفسار، فما هذا العار والخزي؟ وإلى متى سيستمر هذا الذل والهوان؟؟ ومن استراتجيات اليهودية الماكرة من خلال هذا الاستيطان، هو تقسيم الضفة الغربية إلى قسمين، بالإضافة إلى عزل القدس، ما يسد على الدولة الفلسطينية القيام، وبالتالي استحالة نشأتها من جديد، مع تأكيد الإسرائيليين على المضي قدماً في خطة بناء الوحدات السكنية رغم التهديدات التي يشكلها في حل أزمة بين الطرفين وجعل تحقيق تقدم عبر المفاوضات أكثر صعوبة. إن سياسة الدولة الإسرائيلية اغتصاب أرض عربية فلسطينية، وتوسع الاستيطان فيها، فهي لم تتراجع عن هذه السياسة في يوم من الأيام، ولن تفعل ذلك في المستقبل، وقد عان الشعب الفلسطيني من ويلات سياسة الاستعمار الصهيوني من بناء مستوطنات لليهود، واستقصاء وتهجير وتشريد، ونهب للثروات، وهدم المنازل والمساكن، ومصادرة ما تبقى من أراضي وممتلكات للعرب الفلسطينيين!! إن صراع الشعب العربي الفلسطيني مع منظومة الظلم الإسرائيلية لن تتوقف، حتى نكسر جدار الصمت المخزي للاستيطان الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية، ونكف عن ما نقوم به من موقف استعراضية، ونوقف المهزلة العربية التي أصبحت وصمة عار علينا، ونستيقظ من أحلام اليقظة التي نرى فيها أن إسرائيل سوف توقف زحفها على الأراضي الفلسطينية وأنها سترجع إلى حدود 67.. يجب علينا، الآن، أن نوقف كل نزاعاتنا الداخلية، ونهب هبة رجل واحد، لننقض هذا الشعب الذي صار يحتضر