تفيد معاجم العربية أنّ لفظ (الحسن) هو عبارة عن كلّ مُبهج مرغوب فيه، عقلاً، أو حسًّا، أو هوى. ولفظ (الحسن) بمشتقاته جاء في القرآن الكريم في أربعة وتسعين ومائة موضع (194)، جاء في أربعة وعشرين منها بصيغة الفعل، من ذلك قوله تعالى: {وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللّه إِلَيْكَ} القصص:77، وجاء في باقي مواضعه بصيغة الاسم، من ذلك قوله تعالى: {وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا} البقرة:83. وورد لفظ (الحسن) ومشتقاته في القرآن الكريم على عدّة معان، منها: بمعنى التّوحيد والإيمان، من ذلك قوله تعالى: {فَأَثَابَهُمْ اللّه بِمَا قَالُوا جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ}، وبمعنى الإخلاص، من ذلك قوله تعالى: {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا} الأنعام:160، وبمعنى جماع الخير، كقوله تعالى: {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً}، وكذلك بمعنى الجنّة، كقوله تعالى: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى} يونس:26. وجاء أيضًا بمعنى العفو، كقوله تعالى: {إِنَّ اللّه يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ} النّحل:90، وبمعنى الإنفاق في وجوه الخير، من ذلك قوله تعالى: {وَأحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللّه إِلَيْكَ} القصص:77، والطّاعة والتزام أوامر اللّه ومن ثمّ ثوابه وجزائه، كقوله تعالى: {إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لأنْفُسِكُمْ} الإسراء:7، والنّصر والفوز، من ذلك قوله تعالى: {إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ} آل عمران:120، وبمعنى الرّخاء والسّعَة في المعيشة، من ذلك قوله عزّ وجلّ: {ثُمَّ بَدَّلْنَا مَكَانَ السَّيِّئَةِ الْحَسَنَةِ} الأعراف:95. والعمل الصّالح، كقوله سبحانه {وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً} الأعراف:156. والذِّكْرِ الطيّب والثّناء الجميل، كقوله تعالى في حقّ إبراهيم عليه السّلام: {وآتَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً} النّحل:122، وأخيرًا بمعنى الرّحمة، كقوله سبحانه {لِمَ تَسْتَعْجِلُونَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ} النّمل:46.