باريس وصفته ب"الهدف الكبير" وواشنطن وضعت رأسه ب3 ملايين دولار أعلنت القوات الفرنسية في مالي، أمس، عن القضاء على القيادي في جماعة “المرابطون” الإرهابي الجزائري أحمد التلمسي المدعو “عبد الرحمان ولد العامر” في منطقة غاو، شمال مالي. وقال الناطق باسم القوات الفرنسية، العقيد جيل جارون، إنه تم خلال هذه العملية التي جرت ما بين ليلة الأربعاء إلى الخميس “تحييد حوالي 10 عناصر من الجماعة الإرهابية”. ويعد أحمد التلمسي أحد مؤسسي حركة “التوحيد والجهاد” في غرب إفريقيا التي اختطفت الدبلوماسيين الجزائريين من قنصلية الجزائر بغاو. أفاد الناطق باسم القوات الفرنسية بأن الوحدات العسكرية الفرنسية قامت هذه الليلة، إثر معلومات استخباراتية، بعملية تدخل في منطقة غاو بالتنسيق مع السلطات المالية، كللت بالقضاء على القيادي في جماعة “المرابطون”، أحمد التلمسي، بمعية 10 عناصر آخرين تم تحييدهم“، ما يعني احتمال توقيف بعضهم أحياء. وقال العقيد جيل جارون “إنها ضربة قوية لنشاط جماعة المرابطون”. من جانب آخر، أعرب مصدر حكومي فرنسي لوكالة “فرانس بريس” بأن “أحمد التلمسي يعد هدفا ذا قيمة كبيرة، لقد كنا نطارده منذ أيام”، في إشارة إلى أن القوات الفرنسية خططت للقضاء على هذا القيادي الذي كان على رأس المطلوبين من قبل الولاياتالمتحدةالأمريكية التي خصصت أكثر من 3 ملايين دولار لمن يقدم معلومات تسهل القضاء عليه. وأفاد المصدر نفسه أن الهجوم الفرنسي على معاقل هذه الجماعة الإرهابية لم يكن له أي علاقة مع إطلاق سراح الرهينة الفرنسي سارج لازاريفيتش الذي جرى يوم الثلاثاء الفارط. وتتهم فرنسا القيادي في جماعة “المرابطون” بأنه من أمر باختطاف الرعية الفرنسي جيلبرتو رودريغز ليال في نوفمبر 2012، حيث تبنت حركة “التوحيد والجهاد” عملية الاختطاف، قبل أن يعلن عن مقتله في شهر أفريل لكن لم يتم العثور على جثته إلى حد الآن. كما يتهم التلمسي جزائري الجنسية بالوقوف وراء اختطاف العديد من الرهائن الغربيين، منهم دبلوماسي الأممالمتحدة في النيجر، وكذا عملية اختطاف الإسبانيين والإيطالي من مخيمات الصحراويين بتندوف. وكان أحمد التلمسي يتزعم “كتيبة أسامة بن لادن” وعضو مجلس شورى جماعة “التوحيد والجهاد” ومن أبرز قياداتها، قبل أن يقوم رفقة مختار بلمختار زعيم كتيبة “الموقعون بالدم” بتأسيس جماعة “المرابطون” في أوت 2013. وقال البيان الذي نشر يومها عبر وكالة نواقشوط للأنباء الموريتانية إن جماعة “الموقعون بالدم” أعلنت عن حلّ نفسها وانصهارها مع حركة “التوحيد والجهاد غرب إفريقيا” في تنظيم جديد تحت اسم “المرابطون”، حيث أصبح أحمد التلمسي أحد قادتها البارزين. وكانت الخارجية الأمريكية وضعت الموريتاني حماده ولد الخيري والجزائري أحمد التلمسي اللذين أسسا “حركة التوحيد والجهاد” التي تنشط في ماليوالنيجر، ضمن قائمة المطلوبين لديها، حيث خصصت واشنطن خمسة ملايين دولار لأي معلومة بشأن هذين المتطرفين المدرجين على اللائحة السوداء ل”الإرهابيين الدوليين”. وبتمكن القوات الفرنسية التي تنشر أكثر من 3 آلاف عسكري في الساحل في إطار عملية “برخان“ لمحاربة الإرهاب، من القضاء على أحمد التلمسي، تكون قد وجهت ضربة موجعة لجماعة المرابطون، ليس فقط من خلال تحييد أحد قيادييه البارزين، ولكن بما سوف تحصل عليه من معلومات كانت معه باعتباره من بين أهم العلب السوداء للتنظيمات الجهادية في الساحل، قد تسهل من التضييق على بقية عناصر التنظيم .