اتهمت الحركة الإرهابية المسماة »حركة التوحيد والجهاد« الحكومة الجزائرية بالمراوغة في قضية الدبلوماسيين الذين لا تزال الحركة تحتجزهم، وأكدت على لسان أحد قيادييها بأن المفاوضات مع السلطات الجزائرية متوقفة منذ مقتل نائب قنصل الجزائر بغاو طاهر تواتي، وتوعدت من جهة أخرى بمحاربة ما أسمتها بالحكومات المرتدة في المنطقة والتصدي للتدخل العسكري الخارجي اعتبرت بأن »التهديد الدولي قدرا كوني«. اتهم أمير كتيبة »أسامة بن لادن« وعضو مجلس شورى جماعة التوحيد والجهاد أحمد ولد عامر النظام الجزائري بتعمد ما أسماه »المخادعة والمراوغة«، في قضية الدبلوماسيين الذين لا يزالون محتجزين من قبل هذا التنظيم الإرهابي، مضيفا أن »الشعب الجزائري سئم كذب« ما وصفها »بالحكومات المرتدة المتلاحقة عليه«، وضرب مثال: »ما يقع مع عائلات الرهائن التي سئمت تطمينات وزير الخارجية الجزائري بعد علمها أن الاتصالات مع الجماعة متوقفة منذ مقتل نائب القنصل بغاو نتيجة تعنت الحكومة الجزائرية«، وواصل ولد عامر المكنى ب»أحمد التلمسي«، يقول أن حركة التوحيد والجهاد لن تتنازل عن مطالبها »بإطلاق سراح إخواننا في السجون الجزائرية والموريتانية وغيرهما، وسنفعل ما يمكن فعله لإطلاق سراحهم امتثالا لقول النبي صلى الله عليه وسلم )فكوا العاني( أي الأسير«، وبخصوص الرهينة الفرنسي الذي اختطفته الحركة مؤخرا أكد ولد عامر أن حركته سترسل مطالبها إلى الحكومة الفرنسية مقابل إطلاق سراح الرهينة الفرنسي جلبيرتو رودريغيز ليال، وذلك عبر الوسطاء وحال ما تبدأ المفاوضات، وهذا من دون تحديد طبيعة هذه المطالب إن كانت تتعلق فقط بفدية مالية أم بتحرير إرهابيين موقوفين لدى دول المنطقة. وأوضح أمير كتيبة »أسامة بن لادن« في الحديث الذي خص به وكالة الأنباء الموريتانية المستقلة »الأخبار« أن جماعته تعتبر »التهديد الدولي قدرا كوني«، مؤكدا أنه »لا بد من مواجهته ودفعه بالقتال والجهاد وتحريض المسلمين على كسر شوكة«، ما وصفها »بالمنظومة الكفرية العالمية التي تتربص بشريعة الرحمن في كل بقعة من الأرض يمَكن الله فيها لعباده المجاهدين«، متهما في نفس السياق دول جوار الشمال المالي بأنها »أنظمة مرتدة في حقيقة الأمر«، مضيفا أنهم »مطالبون شرعا بقتالها لرفضها وامتناعها عن تطبيق شرع الله«، وأوضح ولد عامر أن ذلك أضحى اليوم »حقيقة لا تخفى على كثير من عوام المسلمين رغم الشبهات التي يلقيها علماء السلاطين مشايخ البلاط دفاعا عن عروش هؤلاء الطواغيت«، على حد تعبيره. وشكك القيادي في حركة التوحيد والجهاد في المواقف المعلنة لدول جوار مالي ورفضها للتدخل العسكري، وكان يقصد بشكل خاص الجزائر وموريتانيا، مؤكدا بأن » أنظمة الدول المجاورة« ستشارك حتما بصورة أو بأخرى في هجمة الأحزاب المرتقبة«، قائلا: »ما عهدناهم إلا خداما أوفياء لعباد الصليب في حربهم لشريعة الرحمن«، مشيرا إلى أنها ستكون هدفا لهم بقوله: »وسيبقى العدو المرتد القريب أهم أهداف المجاهدين على المستويين القريب والبعيد«. للإشارة تحوم الكثير من الشكوك حول الجهات التي تقف وراء فبركة حركة التوحيد والجهاد، ويعتقد الكثير من المراقبين أن هناك جهات إقليمية في إشارة إلى المغرب، وجهاد دولية ويقصد بها فرنسا هي التي أوجدت هذه الحركة ومولتها وحددت أهدافها، خاصة وأن الحركة تسهدف الجزائر بالدرجة الأولى، وأول عملية إرهابية قامت بها كانت اختطاف عمال إغاثة اسبان وإيطاليين بمخيم »الرابوني« للاجئين الصحراويين بتندوف وهذا لتأكيد الأحجية المغربية التي تزعم بأن لجبهة البوليساريو علاقة بالنشاط الإرهابي بالمنطقة.