إنتاج الحبوب يتراجع بنسبة 30 في المائة وب 1.5 مليون طن خلال سنة سجلت الجزائر رقما قياسيا في مشتريات الحبوب هذه السنة، بتجاوزها لسقف 11 مليون طنا، حيث عمدت اللجوء إلى السوق الدولية لدرء النقص المسجل في الإنتاج المحلي الذي عرف انكماشا معتبرا، وقامت الجزائر باستيراد أكثر من 11 مليون طن من الحبوب، منها 7 ملايين للقمح و4 ملايين للذرة. تعتبر سنة 2014 عاما قياسيا في مجال استيراد الحبوب، فالجزائر التي تقدّر حاجياتها الإجمالية من الحبوب من الناحية النظرية بحوالي 8 ملايين طن، لجأت بصورة مكثفة إلى الأسواق الدولية، بعد أن سجل الإنتاج المحلي تراجعا كبيرا من 4.9 مليون طن في محصول 2012 و2013 إلى 3.4 مليون طن في محصول 2013 و2014، بعد أن بلغ 5.2 مليون طن في محصول 2011 و2012. وعلى خلفية هذا الانخفاض المحسوس لإنتاج الحبوب، اضطرت الجزائر اللجوء بكثافة إلى السوق الدولية، حيث قامت باستيراد حسب ما كشفت عنه أرقام مصالح الجمارك ل 10 أشهر من السنة الحالية 6.27 مليون طن من القمح الصلب واللين بقيمة إجمالية تقدّر ب 2.03 مليار دولار مقابل 5.33 مليون طن و1.85 مليار دولار خلال نفس الفترة من 2013 وأنهت الجزائر السنة بحوالي 7 مليون طن من الاستيراد، وهو مستوى عال ويقترب من حجم حاجيات السوق الجزائرية ككل، مما يطرح تساؤلات عن الدوافع لاستيراد كل هذه الكميات لتلبية حاجيات السوق المحلية. في نفس السياق، سجلت واردات الدرة أيضا ارتفاعا محسوسا ما بين 2013 و2014، حيث بلغت واردات الجزائر 3.38 مليون طن بقيمة 828 مليون دولار مقابل 2.65 مليون طن و757 مليون دولار في 2013، وتم إنهاء السنة الحالية بحجم استيراد بلغ حوالي 4 ملايين طن، وتسجل الجزائر منذ عدة سنوات زيادة محسوسة في استيراد الذرة التي توجّه لتغذية الماشية والأبقار الحلوب. وتفيد الإحصائيات الصادرة عن مصالح الجمارك والتي تمتد من جانفي إلى نهاية نوفمبر، إلى اقتناء 4.56 مليون طن من القمح اللين و1.71 مليون طن من القمح الصلب، كما تم اقتتاء 573 ألف طن من الشعير و3.33 مليون طن من الذرة، وبلغت فاتورة استيراد القمح الصلب 671 مليون دولار مقابل 1.35 مليار دولار للقمح اللين و827 مليون دولار للذرة، مما يجعل السنة الحالية قياسية على عدة مستويات ويثقل بذلك الغلاف المالي المخصص لواردات المواد الغذائية هذه السنة والذي يقترب من 8 ملايير دولار، وتظل الجزائر مرتبطة في مجال إنتاج الحبوب بالعوامل الطبيعية وتقلبات المناخ وتساقط الأمطار في ظل محدودية المساحات المسقية، وهو ما يجعل إنتاج الحبوب غير مستقر في الجزائر، حيث فقد إنتاج الحبوب نسبة 30 في المائة من مستواه خلال سنة واحدة وبين محصولين، أي خلال سنة، حيث تقلّص ب 1.5 مليون طن، ليظل جزء كبير من طعام الجزائريين مستورد من الخارج ويضمنه أهم مموني الجزائر في أوروبا وأمريكا الشمالية واللاتينية وهي أهم الدول المزوّدة للجزائر بالحبوب.