قامت الجزائر في الفترة الممتدة ما بين جانفي وماي 2011 باستيراد أكثر من 16, 3 مليون طن من القمح، ليتأكد المنحى التصاعدي لواردات الجزائر في مرحلة عرفت فيها الأسعار أيضا ارتفاعا، حيث بلغت قيمة المشتريات الجزائرية 197, 1 مليار دولار. تكشف آخر الأرقام الخاصة بمصالح الجمارك، عن ارتفاع محسوس لواردات الجزائر من القمح بنوعيه الصلب واللين خلال خمس أشهر الماضية. ويلاحظ من خلال نفس الأرقام، أن فرنسا تظل أكبر ممون للجزائر على الإطلاق، حيث لجأت الجزائر بصورة استثنائية إلى باريس لاقتناء كميات من القمح مع بداية السنة. وعليه، قدرت الكميات المستوردة من قبل الجزائر من القمح الصلب من فرنسا رغم أنه عادة ما تستورده الجزائر من بلدان أخرى ب04 ,696 ألف طن، أي أكثر من 6, 96 بالمائة من الكميات المستوردة خلال الخمسة أشهر، من القمح الصلب بقيمة 29, 314 مليون دولار من مجموع 901, 325 مليون دولار. وعلى عكس السنوات الماضية، فقد اقتصرت عملية الاستيراد على دولتين هما فرنسا وإسبانيا التي صدرت 98 ,23 ألف طن بقيمة 605 ,11 مليون دولار. في نفس السياق، انعدمت خلال نفس الفترة الصادرات الكندية والأمريكية والمكسيكية واليونانية والايطالية. من جانب آخر، بلغت واردات الجزائر من القمح اللين 445,2 مليون طن بقيمة إجمالية تصل إلى 596, 871 مليون دولار. وقد اقتنت الجزائر من فرنسا مقدار 589 ,1 مليون طن بقيمة 920, 572 مليون دولار أي بنسبة فاقت 65 بالمائة. وبالتالي، فإن باريس توجد في وضع مسيطر على تجارة الحبوب باتجاه الجزائر بنوعيه الصلب واللين رغم وجود عرض متنوّع من العديد من البلدان المنتجة. وجاءت البرازيل في المرتبة الثانية من حيث مزودي السوق الجزائري بالقمح اللين بمقدار 517, 620 ألف طن وبقيمة 114, 217 مليون دولار، تلتها الأرجنتين ب 500, 78 ألف طن بقيمة 216, 28 مليون دولار، ثم الأوروغواي بمقدار 733, 77 ألف طن وقيمة 220, 26 مليون دولار. كما تعاملت الجزائر مع الولاياتالمتحدة والبراغواي وألمانيا بكميات متقاربة بلغت أكثر من 26 ألف طن. وتؤكد هذه الإحصائيات ما تناولته ''الخبر'' في أعداد سابقة، من توقّع ارتفاع محسوس لواردات الحبوب الجزائرية وتجاوزها سقف 6 ملايين طن بكثير، وهو الرقم الذي سجلته العام الماضي، خاصة وأن محصول الشعير متواضع هذه السنة. وبالتالي، اضطرت الجزائر للعودة الى الاستيراد بعد أن قامت بتصدير كميات منه، بعد توقّف دام ربع قرن، إضافة إلى التراجع الطفيف لإنتاج القمح. ويرتقب أن يصل إنتاج الجزائر من الحبوب هذه السنة 3, 4 مليون طن، بينما تقدّر حاجيات الجزائر بأكثر من 7 مليون طن. وقد قامت السلطات العمومية بإلغاء الرسم المفروض على استيراد القمح الصلب من قبل الخواص والبالغة 200 دولار في الطن والذي سمح أيضا باقتناء كميات من قبل هؤلاء في السوق الدولية.