أدان عدد كبير من قادة الدول في العالم الهجوم الإرهابي على مقر الصحيفة الأسبوعية الساخرة “شارلي إيبدو”. وأدان الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند “الهجوم الصادم”، قائلا “بلا شك إنّه اعتداء إرهابي”، وكشف أن “عدة اعتداءات إرهابية أحبطت” في الأسابيع الأخيرة فى فرنسا. وحثّ هولاند المجتمع الفرنسي على الاتحاد، وقال: “اتحدوا جميعا، هذا هو ردّنا”، معلنا نهار اليوم “الخميس يوم حداد وطني”. وتعهّدت رئاسة الحكومة الفرنسية باستخدام “كل الوسائل” من أجل “كشف واعتقال” مهاجمي مقر المجلة. وصرّح وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف، في ختام اجتماع أزمة في الإليزيه، إن “ثلاثة مجرمين” شاركوا في الهجوم الدموي الذي استهدف صحيفة “شارلي إيبدو”، وقال إن كل الإجراءات ستتخذ “للقضاء في أسرع وقت ممكن على المجرمين الثلاثة الذين يقفون وراء هذا العمل الهمجي”، دون أن يذكر أيّ تفاصيل أخرى. كما ندّد كلود بارتلون الرئيس الاشتراكي للجمعية الوطنية الفرنسية بالهجوم بشدة، وكذلك فعلت وجوه سياسية من مختلف مكونات الطيف السياسي الفرنسي. من جهته، أدان المجلس الفرنسي للديانة الاسلامية الهجوم وأكد “باسم المسلمين في فرنسا” أنه عمل “بربري بالغ الخطورة وهجوم على الديمقراطية وحرية الصحافة”. وفي بيان منفصل، ندّد اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا، القريب من جماعة الإخوان المسلمين ب«أشد العبارات الهجوم المجرم وعمليات القتل المرعبة”. بدوره، قال الحاخام الأكبر للطائفة اليهودية، حاييم كورسية، لفرانس برس إنه “وقت الحزن يجب أن نجتمع كلنا”، وأضاف “نحن بحاجة في هذا الوقت إلى الوحدة الوطنية وأن ندافع عن الحريات وضمنها حرية التعبير (...)، بعدها يجب أن يكون هناك ردّ قوي من الحكومة، كونها القوة الشرعية التي يجب أن تسيطر على العنف في مجتمع ديمقراطي”. وعلى الصعيد الخارجي، توالت ردود الفعل الدولية المندّدة بالاعتداء وشدّدت على ضرورة الكشف عن منفذيه وتقديمهم أمام العدالة، مع التأكيد على وقوفها إلى جانب فرنسا في مواجهة الإرهاب، باعتباره ظاهرة عالمية تستهدف الأمن والاستقرار في العالم. فكان رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، أول المندّدين بالهجوم “الإرهابي الشّنيع”، معبّرا عن تضامنه مع فرنسا في معركتها ضدّ الإرهاب. وقال كاميرون على حسابه في تويتر “نحن نقف إلى جانب الشعب الفرنسي في معركته ضدّ الإرهاب، ومن أجل الدفاع عن حرية الصحافة”. كما شجّب الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، الهجوم الّذي وصفه بأنّه “إرهابي”، وقال “نحن على اتصال بالمسؤولين الفرنسيين، وقد أوعزت إلى إدارتي بتقديم المساعدة المطلوبة لإحضار الإرهابيين أمام العدالة”. بدورها، ندّدت المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، في رسالة تعزية إلى الرئيس الفرنسي بالهجوم ووصفته بأنه “حقير”. وقالت ميركل “أصبت بالصدمة.. أود أن أعرب لك ولمواطنيك في هذه الساعة من المعاناة عن تعاطف الشعب الألماني وحزني شخصيا، كما أقدم تعازي لعائلات الضحايا”. من جهته، بعث الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، برسالة تعزية إلى هولاند يدين فيها ب”حزم” الهجوم “الإرهابي”. وقال المتحدث باسمه ديمتري بيسكوف “نظرا للحادث المأسوي في باريس، يقدم الرئيس بوتين تعازيه الحارة إلى عائلات الضحايا وكافة الشعب الفرنسي”. بينما وصفت مدريد الهجوم بأنه “عمل إرهابي جبان وخسيس”، مشيرة إلى “دفاعها اليوم أكثر من أي وقت مضى عن حرية الصحافة”. وفي كندا، ندّد رئيس الوزراء، ستيفن هاربر، بالهجوم “الإرهابي البربري”، وكتب على حسابه في تويتر “لقد روّعني هذا العمل الإرهابي البربري”، مضيفا أن “أفكار الكنديين وصلواتهم هي مع الضحايا وعائلاتهم”. من جانبه، ندّد الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون ورئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر بالهجوم ووصفاه بأنّه “همجي”. من جهتها، استنكرت منظمة “هيومان رايتس ووتش” بشدّة الهجوم ورأت أنه “لا يوجد شيء يبرّره ويجب تقديم الأشخاص الّذين دبّروه ونفّذوه للعدالة”. وضمّت كل من مصر والسعودية والأردن والإمارات وقطر ودول أخرى أصواتها إلى المنددين، فقد استنكرت الهجوم “الإرهابي” وأكّدت وقوفها إلى جانب الحكومة الفرنسية فى “مواجهة كل أشكال الإرهاب”. كما أدان الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي “بشدة الهجوم الإرهابي”، وقدم العربي في بيان له التعازي إلى عائلات الضحايا والشعب الفرنسي “على إثر هذا المصاب الأليم”. من جهته، استنكر الأزهر الهجوم “الإجرامي”، مؤكّدا أن “الإسلام يرفض أي أعمال عنف”. وفي قطر، أدان الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الأستاذ علي محيي الدين القره داغي، الهجوم السافر، وأكد في تصريح له على موقع الاتحاد أنّ مثل هذا الهجوم السّافر لا يؤدّي إلى أيّ خير للأمم والشّعوب، وإنّما يزيد حالات الاحتقان الّتي تصنع الفتن”.