أعربت عديد من الدول و المنظمات الدولية عن إدانتها للاعتداء الدموي الذي استهدفت يوم الأربعاء مقر الأسبوعية الفرنسية الساخرة "شارلي ايبدو" فى العاصمة باريس و أكدت وقوفها الى جانب فرنسا في مواجهة الارهاب باعتباره ظاهرة عالمية تستهدف الأمن والاستقرار في العالم, وتتطلب تكاثف الجهود الدولية للقضاء عليه. وكان مجهولون ملثمون و عددهم ثلاثة -حسب وزارة الداخلية الفرنسية- قد اقتحموا صباح اليوم مقر صحيفة "شارلي إيبدو" الاسبوعية بباريس وأطلقوا النار على الموجودين بها, ما أدى -حسب النيابة العامة - إلى مقتل 12 شخصا من بينهم شرطيان فضلا عن وقوع العديد من الأصابات وصفت بعضها بأنها "خطيرة". ونقلت وكالة أنباء (فرانس براس) عن مصدر فى الشرطة الفرنسية قوله "إن مسلحين مقنعين هاجموا مقر الصحيفة الساخرة حوالي الساعة الحادية عشرة والنصف (بالتوقيت المحلي) وأطلقوا النيران من رشاش كلاشينكوف وقاذفة صواريخ بمقر الصحيفة المتواجد بالدائرة الحادية عشر بباريس حيث حصل تبادل لإطلاق النار". فرنسا تحت الصدمة تعلن حالة التأهب القصوى و فور الاعلان عن الهجوم المسلح على مقر مجلة " شارلي ايبدو" توجه الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند الى موقع الحادث فى الوقت الذي أعلنت فيه السلطات حالة الانذار القصوى فى العاصمة باريس وسط مخاوف من وقوع حوادث لاحقة في المنطقة بعد هروب مرتكبي الحادث. وأدان الرئيس هولاند "الهجوم الصادم" على مجلة "شارلي إيبدو" قائلا "بلا شك انه اعتداء ارهابي" داعيا الفرنسيين إلى "الوحدة الوطنية". و كشف أن "عدة اعتداءات إرهابية أحبطت" في الأسابيع الأخيرة فى فرنسا. من جهتها رفعت السلطات الفرنسية نظام التحذير الأمنى الوطنى الى أعلى مستوياته ما يعنى "التهديد المؤكد". وتعهدت رئاسة الحكومة الفرنسية باستخدام "كل الوسائل" من أجل "كشف واعتقال" مهاجمي مقر صحيفة (شارلي ايبدو) مشيرة إلى أنها وضعت وسائل الإعلام والمحلات التجارية الكبرى ووسائل النقل تحت "حماية مشددة". دول العالم تدين الاعتداء و تؤكد تضامنها مع فرنسا فى مواجهة الإرهاب و على الصعيد الخارجي توالت ردود الفعل الدولية المنددة بالاعتداء على مقر الصحيفة الفرنسية اليوم و شددت على ضرورة الكشف عن منفذيه و تقديمهم أمام العدالة مع التأكيد على وقوفها الى جانب فرنسا فى مواجهة الارهاب باعتباره ظاهرة عالمية تستهدف الأمن والاستقرار في العالم. وقد أدانت الجزائر ب"شدة" الاعتداء الذي استهدف مقر الاسبوعية الفرنسية معربة عن تضامنها مع الشعب و الحكومة الفرنسيين. و أعرب رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة في برقية تعزية لنظيره الفرنسي عن إدانة الجزائر "الشديدة" للهجوم الإرهابي الذي اقترف اليوم بباريس ضد مقر جريدة "شارلي ايبدو". ومن جهتها اكدت وزارة الشؤون الخارجية في بيان لها "ان العمل الارهابي الذي استهدف مقر صحيفة فرنسية مدان ايا كانت دوافع منفذيه. ان الجزائر تدين بشدة هذا الاعتداء الارهابي الذي لا يمكن تبريره". و ضمت كل من مصر و السعودية و الاردن اصواتها الى الجزائر حيث استنكرت الهجوم " الارهابي" على الاسبوعية الفرنسية وأكدت وقوفها الى جانب الحكومة الفرنسية فى "مواجهة كل أشكال الارهاب" الذي يستلزم "تعاونا دوليا" لدحره. و بدوره أدان الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي "بشدة الهجوم الإرهابي" في باريس اليوم الذي أدى إلى سقوط عدد من "الضحايا والمصابين الأبرياء" و قدم العربي فى بيان التعازي إلى عائلات الضحايا والشعب الفرنسي "على إثر هذا المصاب الأليم". كما أدان الازهر الشريف الهجوم الذى وقع اليوم على مكاتب مجلة صحيفة "شارلى ابدو" الفرنسية واصفا اياه ب "الاجرامى" لكن مسؤولا دينيا حذر من "المسارعة الى اتهام المسلمين بذلك قبل انتهاء التحقيقات". و ندد رئيس الوزراء البريطانى ديفيد كاميرون بالهجوم "البغيض" الذى تعرض له مقر صحيفة "شارلي ايبدو" الفرنسية وأكد فى كلمة له بمجلس العموم البريطاني أن "بريطانيا تقف الى جانب فرنسا فى الحرب على الارهاب و فى الدفاع عن حرية الصحافة".كما أدان الرئيس الأمريكي باراك أوباما "الاعتداء الإرهابي" فى فرنسا معبرا عن استعداد الولاياتالمتحدة لتقديم المساعدة اللازمة لباريس لتقديم مرتكبي هذا العمل إلى العدالة. وقالت المستشارة الألمانية انغيلا ميركل في بيان رسمي "هذا الهجوم المقيت ليس فقط هجوما على أرواح المواطنين الفرنسيين وأمنهم. إنه هجوم على حرية التعبير والصحافة وهذا الهجوم غير مبرر بأي صورة من الصور". من جانبه ندد الامين العام للامم المتحدة بان كى مون و رئيس المفوضية الأوروبية جان-كلود يونكر بالهجوم ووصفاه بأنه "همجي". وأبدى بان كى مون "غضبه من الجريمة المريعة التى لا مبرر لها و هدفها احداث انقسام" بينما قال يونكر في بيان أصدره الاتحاد الاوروبي " هذا عمل غير مقبول على الإطلاق عمل همجي يتحدانا كبشر وأوروبيين". واستنكرت منظمة "هيومان رايتس ووتش" بشدة الهجوم ورأت أنه "لا يوجد شيء يبرر هذا الهجوم ويجب تقديم الأشخاص الذين دبروه ونفذوه للعدالة". و عرفت صحيفة "شارلي إيبدو" الساخرة بنشرها المواضيع الحساسة على اختلاف انواعها من بينها تلك التى لها علاقة بالديانات و تعرضت للكثر من التهديدات فى مناسبات مختلفة كما سبق أن تعرض مقرها للحرق.