الاحتلام لا يبطل الصّوم، لأنّه ليس باختيار الصّائم، ومَن احتلم ورأى الماء عليه أن يغتسل غسل الجنابة، ولو احتلم بعد صلاة الفجر وأخّر الغسل إلى وقت صلاة الظهر فلا بأس، وهكذا لو جامع أهله في اللّيل ولم يغتسل إلاّ بعد طلوع الفجر لم يكن عليه حرج في ذلك، فقد ثبت عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه كان يصبح جنبًا من جماع ثمّ يغتسل، لكن لا يجوز للجنب تأخير الغسل أو الصّلاة إلى طلوع الشّمس، بل يجب عليه المسارعة إلى الغسل قبل طلوع الشّمس حتّى يؤدّي الصّلاة في وقتها. أمّا الاستمناء وهو إنزال المنّي عمدًا فهو محرّم في رمضان وفي غير رمضان، وهو من المفطرات الّتي توجب الكفّارة مع القضاء عند السّادة المالكية، وعلى مَن فعل ذلك أن يتوب إلى اللّه تعالى، فقد أمرنا سبحانه وتعالى بحفظ الفروج، وغضّ البصر وتطهير الخواطر من الأفكار الشّيطانية الّتي تثير الشّهوة. وقد أرشدنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أمّته إلى ما تحقّق ذلك قائلاً: “يا معشر الشّباب مَن استطاع منكم البَاءَة فليتزوّج، فإنّه أغضُّ للبصر وأحصن للفرج، ومَن لم يستطع فعليه بالصّوم فإنّه له وِجاء” أخرجه البخاري ومسلم. أي أنّ الصّوم وقاية له من الوقوع في الفواحش والمنكرات، وعلى الصّائم أن يجاهد نفسه وأن يجتهد في تحقيق معاني الصّيام بجميع جوارحه.