ما حكم الشرب سهوًا في رمضان؟ - في المسألة قولان، حيث ذهب فريق من العلماء إلى أنّه لا شيء على مَن أكل أو شرب ناسيًا في نهار رمضان عملاً بقول النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: ”مَن شرب ناسيًا فلا قضاء عليه –وفي رواية- إنّما أطعمه الله وسقاه” أخرجه البخاري ومسلم. وذهب فريق آخر من بينهم الإمام مالك إلى أنّ عليه القضاء لأنّ مَن شرب أو أكل ولو ناسيًا يكون قد أفسد صومَه، لأنّ الصّوم الصّحيح يكون بالإمساك عن الأكل والشرب وسائر المفطرات من طلوع الفجر إلى غروب الشّمس، لقوله تعالى: ”وكُلوا واشرَبوا حتّى يتبيَّن لكم الخيط الأبيضُ من الخيط الأسود من الفجر ثمّ أتِمُّوا الصّيام إلى اللّيل”، ومَن شرب ناسيًا فقد أفسد صحّة ذاك الإمساك، وعليه القضاء. والله أعلم. هناك أشخاص لا يحفظون أبصارهم في رمضان فينظرون إلى البرامج الخليعة وينتج عن ذلك تصرّفات غير شرعية كالعادة السرّية والاستمناء في نهار رمضان؟ - إنّ رمضان شهر القرآن والطّاعة والعبادة، مَن حُرِم خيرَه فقد حُرِم الخيرَ كلَّه، والصّوم من أعظم العبادات الّتي يتقرّب بها المسلم إلى ربّه رجاء ما عنده من ثواب، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ”كلّ عمل ابن آدم له الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، قال الله تعالى ”إلاّ الصّيام فإنّه لي وأنا أُجزي به، تَرَك شهوته وطعامه وشاربه من أجلي، للصّائم فرحتان فرحة عند فطره، وفرحة عند لقاء ربِّه، ولخَلوف فم الصّائم أطيب عند الله من ريح المسك” رواه البخاري. وبقَدر ما يجتهد الصّائم في فعل الطاعات كتلاوة القرآن والذِّكر والصّدقة والصّلاة وغيرها بقَدر ما يجتهد في ترك المعاصي والمحرّمات كالكذب والزّنا والنّظر إلى الحرام والاستمناء وعقوق الوالدين وقطع الرحم وإذاية الجيران والمسلمين وغير ذلك. فالواجب على المسلم في سائر أيّامه وفي رمضان أن يَحفَظ بصره عن النّظر إلى الحرام ليحفظ بذلك فرجه عن الوقوع في الفاحشة، قال تعالى: ”قُل للمؤمنين يغضّوا من أبصارهم ويَحفظوا فُروجَهم ذلك أزكى لهم إنّ الله خبيرٌ بما يصنعون”. وقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ”العينان تزنيان وزِناهما النّظر” أخرجه البخاري ومسلم. والصّوم في الحقيقة وسيلة من وسائل حفظ الفرج، فكيف يُخالف الصّائم هذه الحقيقة ويدفع بنفسه لارتكاب أفعال مُخلّة بالحياء والدّين، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ”يا معشر الشّباب مَن استطاع منكم الباءَة فليتزوّج، فإنّه أغضّ للبصر وأحصن للفرج ومَن لم يستطع فعليه بالصّوم فإنّه له وِجاء”. والاستمناء يفسد به الصّوم ويلزم به القضاء والكفّارة. والله أعلم. هل يجوز للمرأة الحامل أن تفطر إذا شقّ عليها الصّوم؟ وماذا يترتّب على ذلك؟ - لا يجب الصّوم على المرأة الحامل إذا شقّ عليها الصّوم، ويجوز لها الفطر مع وجوب قضاء الأيّام الّتي أفطرتها، فقد جاء في الحديث: ”إنّ الله تعالى وَضع عن المسافر الصّوم وشطر الصّلاة، وعن الحامل أو المرضع الصّوم أو الصّيام” رواه الترمذي.