مع اقتراب الذكرى السنوية الرابعة لذكرى أحداث ثورة ال25 جانفي، تكثف الداخلية المصرية من جهودها لضبط الأمن وإجهاض أي محاولات تخريب ممكن أن تفسد الفعاليات التي ستصاحب هذه الذكرى، بينما دعا نشطاء وحقوقيون للإفراج عن شباب الثورة المحتجزين على خلفية قضايا رأي وتظاهر دون تصريح، كما قارنوا بين ما يلقاه رموز نظام مبارك في محاكماتهم في قضايا فساد وقتل متظاهرين، والتي انتهى معظمها للبراءة وإخلاء السبيل، فيما حكم بحبس عدد من شباب الثورة في اتهامات التظاهر والتعبير عن الرأي. تشهد الساحة السياسية في مصر تحركات على أوسع نطاق، بين تحركات ميدانية ورفع مطالب للقيادية السياسية، حيث طالب نشطاء وحقوقيون الرئيس السيسي بالعفو عن الشباب الثوار والإفراج عنهم، على خلفية محاكمتهم وحبسهم، على خلفية الاحتجاج على قانون التظاهر، أو التظاهر دون تصريح، بالإضافة لصحفيين تم اعتقالهم أثناء أداء عملهم بالتغطية الميدانية لأحداث وتظاهرات مختلفة. واستنكر النشطاء الذين دشنوا حملة تحمل عنوان ”لا تنسوا خرّجهم من السجون”، من أحكام البراءة التي صدرت في حق مبارك ورموز نظامه، بينما يحاكم شباب الثورة بالسجن لسنوات لمجرد خروجهم في مظاهرات للتعبير عن آرائهم. في نفس الوقت، اختلفت آراء القوى الثورية والسياسية حول المشاركة في فعاليات الذكرى السنوية الرابعة لثورة 25 جانفي، حيث أعلن حزب النور السلفي أنه لن يشارك فى أية مظاهرات سيتم الدعوة لها في ذكرى الثورة، وأشار إلى أنه يرفض الحشد والحشد المضاد. وفي المقابل، أكد المهندس أحمد صادق، القيادي بتحالف دعم الشرعية، أن التحالف سيخرج في مظاهرات حاشدة اعتبارا من يوم الجمعة المقبل، لاستكمال الثورة وإقرار أهدافها في إطار ما سماه بأسبوع ”معا نثور”، للتعبير عن رفضهم لما وصفه ”إنهاء الحالة الانقلابية في مصر”. واستنكر القيادي بالتحالف في حديث مع ”الخبر”، تهديدات وزارة الداخلية لهم، لافتا إلى أن هذه التهديدات لن تزيدهم إلا عزيمة للمطالبة بإسقاط النظام، وأنهم لا يخشون أن يتم القبض عليهم، أسوة بقيادات وأنصار الجماعة الذين تم الزج بهم في السجون، وهذا أقصى ما يمكن أن يقوم به الانقلابيون. وفي السياق، كشف عضو شباب حزب الكرامة الناصري، علي أبو المجد، أن أعضاء الحزب قرروا المشاركة بصفة شخصية في إحياء الذكرى الرابعة لثورة 25 جانفي، نافيا التنسيق مع أعضاء جماعة الإخوان المسلمين أو تحالف دعم الشرعية، قائلا ل”الخبر” حتى الآن لم يتم الإتفاق على طريقة وأسلوب لإحياء الذكرى، مشيرا إلى أن مندوبين عن شباب عدد من الأحزاب والحركات الثورية الشبابية سيجتمعون عشية ذكرى الثورة للتنسيق فيما بينهم. وأضاف أبو المجد، إن مشاركتهم في إحياء ذكرى الثورة احتجاج على وجود رفقائهم في السجون ورفضا لقانون التظاهر، واحتجاجا على تدهور الحالة الاقتصادية والأحوال المعيشية للمواطن المصري، فضلا عن براءة المخلوع مبارك. إلى ذلك، كشف الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أن عدد من رفعوا السلاح في سيناء بلغ 208 شخص خلال عام. وأوضح بأن ما يحدث في سيناء فكر إجرامي، وصفه ب”البغيض”، ودعا المصريين جميعا لمجابهة هذا الفكر في سيناء وغيرها، مؤكدا حرص المؤسسة العسكرية والأمنية على ألا يسقط أبرياء. واعترف السيسي بأن مواجهة الإرهاب في سيناء أمر لا ينتهي بسرعة، ولفت إلى أن الجهود التي تبذلها الدولة تتطلب مناخا مستقرا وآمنا، تساهم الشرطة في إرساء دعائمه لمجابهة الإرهاب. وطالب الشرطة بضرورة الحفاظ على المناخ الديمقراطي الآمن وأداء ما عليها من واجبات تجاه الوطن والمجتمع، كما أكد السيسي، خلال الكلمة التي ألقاها بمناسبة عيد الشرطة، أن مصر تواجه حربا ضارية ضد الإرهاب، لافتا إلى أن التعامل مع العناصر الإرهابية يتم وفق القانون، وأن كل من يتم إلقاء القبض عليه والتحقيق معهم في العمليات الإرهابية، يتم وفق أحكام القانون.