شهدت القوى الثورية التي دعت إلى النزول، اليوم، تزامنا والذكرى السنوية الأولى لأحداث 30 جوان، التي أسقطت نظام جماعة الإخوان المسلمين وزجت بقياداتها في السجون، انقساما كبيرا بين مؤيدين للنزول والاحتفال، ورافضين لها بعد أن أصبحوا في صفوف المعارضة. وتقول مجموعة من الأحزاب التي تستعد للمشاركة في احتفالية ذكرى ثلاثين جوان، إن المشاركة في إحياء الذكرى يأتي في إطار الاحتفال بالإنجاز الذي حققته الثورة من نجاح في خلع الإخوان من سدة الحكم، وكتابة الدستور، والانتخابات الرئاسية في انتظار إجراء الانتخابات البرلمانية، ثالث وآخر مراحل خارطة الطريق. بينما يرى فريق آخر أنه لا جدوى من إحياء الذكرى، على اعتبار أن التحالف الذي قام بالثورة أصبح منهارا الآن، كما أن الأجواء الحالية لا تساعد على الاحتفال، بخاصة في ظل استمرار الاعتقالات وإلقاء القبض على شباب الثورة، الذين يخرجون في مظاهرات اعتراضا على قانون حق التظاهر الذي يقيد الحريات، وأحكاما بالسجن على من تظاهروا، ومن أبرز القوى الرافضة، حركة 6 أفريل، بجبهتيها والاشتراكيين الثوريين وحركة شباب من أجل العدالة والحرية. وفي السياق، يرى محمد كمال، المتحدث الإعلامي باسم حركة 6 أفريل، أن الحركة غير مهتمة وترفض الاحتفالات التي دعت لها بعض القوى، بمناسبة ذكرى 30 جوان، واتهم القوات المسلحة بإجهاض أحلام الشباب، والانقضاض على أهداف ومبادئ ثورة 25 جانفي، التي انحرفت عن مسارها الثوري وانتهت بجلوس السيسي على كرسي الحكم. ويؤكد المتحدث الإعلامي لحركة 6 أفريل، أن وصول السيسي إلى الحكم زاد من حدة الانقسام في الشارع المصري وبين مختلف القوى الثورية، وعمقها الأزمات الاقتصادية التي تهدد استقرار البلاد، واستنكر محدثنا ما وصفها بالمحاولات المستميتة من النظام الجديد، لتكميم أفواه المعارضة، قائلا ل«الخبر”، ”الحديث عن الاحتفال ب30 يونيو كلام فارغ، وهل يعقل أن نحتفل وغالبية الشباب الذين فجروا ثورة يناير داخل السجون، بحجة خرق قانون تنظيم التظاهر غير الدستوري، لكن في حقيقة الأمر لاعتراضهم على وصول رئيس ذي خلفية عسكرية إلى سدة الحكم”. أما عمر الجندي، القيادي بشباب جبهة الإنقاذ، فكشف أن عددا من القوى الشبابية تسعى لإقامة احتفال بأحد القاعات الكبرى بعيدا عن الميادين، وكذا تكريم مجموعة من الشباب الذين كان لهم دورا مهما في ثورة 30 يونيو، وأوضح محدثنا أن توجه القوى الشبابية للاحتفال بذكرى 30 يونيو بأماكن مغلقة، راجع إلى تخوفها من دخول مندسين، وتحول الذكرى إلى أحداث عنف وشغب، قد تؤدي إلى سقوط المزيد من الضحايا، خاصة في ظل الظروف الأمنية الصعبة التي تعيشها البلاد. وفي شأن منفصل، أمر النائب العام المصري بإحالة 3 من المتهمين، بينهم مصري محبوس وإسرائيليان اثنان إلى محكمة الجنايات، وذلك لتورطهم فى تشكيل خلية تتجسس على مصر لصالح المخابرات العسكرية الإسرائيلية.