ورد في عملية لسبر الآراء أجرتها صحيفة “لوموند” الفرنسية ونشرتها في عددها الصادر أمس، أن عدد الفرنسيين الذين يعتقدون أن الإسلام يتماشى مع القيم الفرنسية ارتفع قليلا، لكن رغم ذلك يفضل الفرنسيين الديانتين المسيحية واليهودية، في وقت سجل فيه المكتبيون الفرنسيون ارتفاع مبيعات المصاحف وكتب السيرة النبوية عقب الاعتداء الإرهابي على صحيفة “شارلي إيبدو”. ذكر واحد من ثلاثة فرنسيين أن “الديانة الإسلامية تحمل رغم كل شيء بذور العنف واللا تسامح”، وفق ما جاء في عملية سبر للآراء التي أجراها معهد “ايبسوس” يومي 21 و22 جانفي الجاري لصالح يومية “لوموند” وقناة “أوروب 1”، ومست ألفا وثلاثة فرنسيين تفوق أعمارهم 18 عاما. وقبل سنتين كان الوضع مختلفا، حيث كان غالبية الفرنسيين يعتقدون أن الإسلام لا يتماشى مع القيم الفرنسية، وورد في عملية لسبر الآراء أن 3 فرنسيين من أصل 4 يعتقدون أن “الإسلام لا يتماشى مع قيم المجتمع الفرنسي”، بينما بلغ عدد الفرنسيين الذين يعتقدون العكس والذين مستهم عملية سبر الآراء “26% فقط”. ويعتقد غالبية الفرنسيين أن الديانة الإسلامية هي أقل الديانات تماشيا مع قيم “الحرية، المساواة، والأخوة، ومع النظام الديمقراطي. بينما يعتقد 93% من الذين مستهم عملية سبر الآراء بأن الديانة المسيحية تتماشى مع نفس القيم، و81% منهم يعتقدون أن اليهودية هي التي تتطابق معها، بينما لا يتجاوز من يعتقد بأن الإسلام يتماشي قليلا مع القيم الفرنسية سوى 47%. وفي المقابل يرى 66% من هؤلاء الذين مستهم عملية سبر الآراء أن الإسلام عبارة عن ديانة مسالمة، واعتبروا أن “الجهاديين يشكلون انحرافا عن الإسلام”. يذكر أن الأمور اختلطت في فرنسا عقب الاعتداء الإرهابي على صحيفة “شارلي إيبدو” يوم 7 جانفي الجاري، ولم تعد الطبقة السياسية وحتى المثقفون يفرقون بين الإسلام والتطرف، ما أدى إلى ارتفاع العداء ضد المسلمين، حسب “المرصد الوطني ضد الإسلاموفوبيا” الذي أحصى عدة عمليات اعتداء على المسلمين، بينما أبدى 9 فرنسيين من أصل 10 موافقتهم على ضرورة “قمع الجهاديين في فرنسا”. واعتبر 84% من المستجوبين أن الفرنسيين في حرب على الجهاديين، مقابل 16 قالوا إنهم ضد الإسلام ينتمون إلى اليمين المتطرف.