دعا المجلس العلمي الوطني لوزارة الشؤون الدينية والأوقاف، أمس، إلى عدم استفزاز المشاعر الدينية باسم حرية التعبير، مدينا »بشدة« الهجوم الإرهابي الذي استهدف الصحيفة الفرنسية »شارلي إيبدو« والذي خلف ضحايا بشرية، وحث على أهمية تعزيز جهود العقلاء من كل الديانات والمشارب الثقافية والاتجاهات الفكرية من أجل تجفيف منابع العنف والكراهية ما بين أفراد الأسرة البشرية. أثار إعلان صحيفة »شارلي إيبدو« الفرنسية، بنشر على الصفحة الأولى من عددها المقبل اليوم رسما كاريكاتوريا جديدا للنبي محمد، مؤكدة بذلك تمسكها ب» الحق بالسخرية من الأديان« رغم الاعتداء الذي قضى على عدد من هيئة تحريرها، حفيظة العديد من المنظمات الإسلامية، حيث حث أمناء المجلس العلمي الوطني الممثلين ل 48 ولاية للوطن، أمس، على أهمية تعزيز جهود العقلاء من كل الديانات والمشارب الثقافية والاتجاهات الفكرية من أجل تجفيف منابع العنف والكراهية ما بين أفراد الأسرة البشرية، وشددوا في بيان توج إجتماعهم الذي انعقد على هامش اليوم الثاني من تظاهرة الأسبوع الوطني السادس عشر للقرآن الكريم، على ضرورة احترام المقدسات والأديان مع الدعوة إلى عدم استفزاز المشاعر الدينية تحت مسمى حرية التعبير، معربين عن رفضهم لكل اعتداء على الحياة انطلاقا من أن الإسلام دين يقدس الحياة ويرعاها حتى جعل قتل نفس واحدة يعد جريمة ضد الإنسانية، وأدانوا »بشدة« الهجوم الإرهابي الذي استهدف الصحيفة الفرنسية والذي خلف ضحايا بشرية. كما دعا المجلس إلى توخي المزيد من التبصر والحيطة في أخذ أمور الدين من المصادر والقنوات المأمونة المعبرة عن التدين الأصيل كما عرفه الأجداد بعيدا عن كل أشكال الغلو والانحراف في التصور والسلوك، كما دعا المجلس إلى ضرورة بذل المزيد من الجهود لتوضيح قيم الإسلام السمحة وإبراز اعتداله ووسطيته ودعوته للتعايش نزعا لغطاء الدين عن الأعمال الإجرامية الإرهابية التي لا يمكن أن يوجد لها مسوغا أو سندا دينيا. ومن جهتها، دعت منظمات مسلمي فرنسا للهدوء عشية صدور عدد »شارلي إيبدو« الجديد، وحث المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية واتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا، أمس، المسلمين إلى التحلي بالهدوء وتفادي الردود الانفعالية وغير المناسبة وغير المتوافقة مع كرامتهم وتحفظهم واحترام حرية الرأي، وفي هذا الصدد، صرح رئيس المرصد الوطني لمكافحة معاداة الإسلام بفرنسا عبد الله زكري قائلا »احتراما لذكرى ضحايا شارلي إيبدو لن نعلق على ذلك الاستفزاز، لقد استمروا على النهج المعتاد«. وتنشر الصحيفة الساخرة التي تصدر اليوم على صفحتها الأولى رسما كاريكاتورا للنبي محمد يذرف دمعة ويحمل لافتة كتب عليها »أنا شارلي« على غرار الملايين الذين تظاهروا الأحد دفاعا عن حرية التعبير، وكتب أعلى الرسم عنوان بالخط العريض »كل شيء مغفور« في عبارة تهدف إلى التهدئة وتتناقض مع أسلوب الصحيفة الهزلية المعتاد، ونشرت شارلي إيبدو مرارا خلال السنوات الماضية رسوما كاريكاتورية للنبي اعتبرها المسلمون مهينة لهم.