أعلن رئيس حزب اليمين الفرنسي، نيكولا ساركوزي، عن آخر تعليمات أعضاء الحركة الشعبية، المجتمعين ظهيرة أول أمس، التي تضمنت ترك حرية الاختيار أمام الناخبين، معتمدا بذلك استراتيجية ”لا آفان، لا بي آس” (لا الجبهة الوطنية ولا الحزب الاشتراكي)، بما معنى أنه لا يصوت على اليمين المتطرف ولكنه لا يضم صوته إلى اليسار الحاكم ولا يدعمه، موضحا بأن فوز ”الآفان” ليس بالأمر المرهون، ودعا أعضاء حزبه إلى التضامن فيما بينهم والوقوف صفا واحدا مع احترام قرارات رئيس الحزب، خاصة بعد الانقسام الذي عرفته عائلته السياسية خلال 48 ساعة الأخيرة، بين مؤيد لتضييق الخناق على الحركة التي ترأسها مارين لو بان، بوضع حاجز أمامها لمنعها من المرور إلى الدور الثاني وتقديم الدعم إلى منافسها من اليسار. التعليمات جاءت من أجل تحديد موقف الحزب من النتائج التي أفرزتها الانتخابات الجزئية بالمقاطعة الرابعة ”دوب”، الأحد الماضي، حيث احتلت ممثلة حزب اليمين المتطرف المركز الأول، مقصية بذلك مرشح اليمين وفاتحة مجال التنافس بينها وبين اليسار الفرنسي الذي تحصل على نسبة 28 بالمائة مقابل نسبة 32 في المائة، فيما اعتبر المحللون السياسيون أن إعلان ساركوزي عن تعليمات الحزب كانت جد متأخرة، ما يرجح وقوع انفجار داخل البيت السياسي لليمين الفرنسي أمام انقسام طبقته السياسية واختلاف وجهات نظرهم، في حين رأت النائب عن مقاطعة ”الفوكلوس”، ماريون ماريشال لو بان، حفيدة الرئيس الشرفي للحزب جون ماري لوبان، بأن الناخبين لا ينتظرون تعليمات من أي أحد كان للإدلاء بأصواتهم واختيار الجبهة الوطنية كبديل عن حزب اليمين واليسار الحاكم.