كشف عبد الرزاق مقري، رئيس حركة مجتمع السلم، عن تحديد قائمة متنوعة لشخصيات في السلطة والمعارضة، سيتم الاتصال بها في إطار المشاورات التي أعلنت عنها حمس مؤخرا، على أن تستمر هذه الاتصالات لمدة 3 أشهر، ثم تجري الحركة تقييما لما تمخض عنها أمام الرأي العام الوطني. أوضح مقري، في تصريح ل«الخبر”، أمس، أن “اجتماع مجلس الشورى الأخير انبثق عنه الاتفاق على مباشرة المشاورات التي صادق عليها مجلس الشورى في اجتماعه الأخير، وقد ضبط برنامج من الاتصالات والزيارات سيقوم بها ممثلون عن الحركة مع شخصيات في السلطة وأيضا في المعارضة”. ولفت رئيس حمس إلى أن “هذه الزيارات التي سيقوم بها ممثلون عن الحركة ليست اجتماعات أو لقاءات بجدول أعمال، وإنما ستتم دون الإعلان عنها أو دعوة الصحافة لتغطيتها، وهي تأتي فقط لشرح رؤية حمس للوضع العام في البلاد ومحاولتها الإقناع بجدوى الذهاب إلى انتقال ديمقراطي في إطار ما اتفقت عليه المعارضة”. وأضاف أن “مصطلح لقاءات يعطي الانطباع بوجود مبادرة تقدمت بها حمس، في حين أن ذلك عار تماما من الصحة”. وأبرز مقري أن اجتماع المكتب الوطني “منح مجالا زمنيا ب3 أشهر للاتصال بكل الأطراف المدرجة في الرزنامة، وبعد ذلك ستقوم الحركة بتقييم عملها وإطلاع الرأي العام على التفاصيل”. وبشأن رفض الأفالان الانخراط في مشاورات حمس، قال مقري إنه “يتفق تماما مع تحليل عمار سعداني حينما يقول إن حزبه ساعي بريد”، مشيرا إلى أن حمس “إذا أرادت الاتصال بالسلطة فلن تذهب بالتأكيد إلى الأمين العام للأفالان”. وتضاربت التأويلات في الساحة السياسية حول حقيقة ما يريده مقري من خلال هذه الاتصالات، بين من يرى أنها موجهة لاستباق تصدع داخلي سببته تصريحات ومواقف رئيس حمس السابق أبو جرة سلطاني، وبين من يعتقد أن حمس تريد من خلال هذه المشاورات مد جسور التواصل من جديد مع السلطة تمهيدا لعودتها إلى الحكومة. وردا على ذلك، لم ينف مقري، في حوار مع قناة “الخبر”، أنه من حقه “التكتيك” من أجل حماية بيته. وقال إنه “إذا أراد أبو جرة سلطاني التشاور مع السلطة فإن الحركة ليس لها مانع”. لكنه في المقابل، ذكر أن حمس ليس في واردها “تماما” العودة إلى سياستها السابقة وأن مشاركتها في الحكومة “متوقفة على فوزها في الانتخابات”. وعاد مقري، أمس، في صفحته على الفايسبوك، إلى التناول الإعلامي لمشاورات حمس، قائلا: “لقد ذهبوا بعيدا في مقارنتها بمبادرة الأفافاس وتساءلوا أكثر عن مصير التنسيقية، دخلني الشك وقلت لعلي ذكرت في مداخلتي عبارة “مبادرة” دون أن أشعر فتسببت في لبس وقع، ولذلك رجعت هذا اليوم لمداخلتي التي تحدثت فيها عن المشاورات (...) فوجدت بأنني لم أتحدث البتة عن أية مبادرة”. واستغرب رئيس حمس أنه “في اليوم الموالي للمداخلة كانت التغطية في وسائل الإعلام عادية وفي اليوم الذي بعده وقع استدراك قوي ومكثف، وكأن ثمة رئيس تحرير واحدا حرك الأمور (ربما بطرق غير مباشرة: لا نتهم أحدا)، على كل حال وفي كل الأحوال جاءت هذه الحملة بكثير من الخير سنتحدث عنه لاحقا”. وكان إعلان حمس لمشاورات جديدة، قد أثار تساؤلات في وسائل الإعلام وحتى في تنسيقية الانتقال الديمقراطي التي طلب قادتها توضيحات من مقري، واستدعى ذلك بيانا من حزب عبد الله جاب الله دعا فيه حمس إلى “عدم الخوض في مجال التفاوض مع السلطة، لما لذلك من أثر سلبي على قوة وانسجام المعارضة”.