تعرف محطات الوقود بباتنة وبوعريريج أزمة حادة في التزود بمادة المازوت، ما ساهم في تشكل طوابير أمام معظم المحطات الخاصة منها والعمومية، وأدى إلى حدوث ازدحام مروري في أغلب الطرقات الداخلية والخارجية للمدينة، ولم يتردد أصحاب المحطات في برج بوعريريج في الاحتجاج للتنديد بطريقة توزيع الوقود. الأزمة التي بدأت منذ أول أمس في باتنة أرغمت الكثير من أصحاب مركبات الوزن الثقيل، بما في ذلك أصحاب الحافلات، إلى التجمع في طوابير طويلة منذ الصباح الباكر ليوم أمس بغية تزويد خزاناتهم بالمازوت بشكل يكفيهم للتنقل لمسافات طويلة، كما هو الحال لناقلي البضائع والأشخاص، في الوقت الذي فضل البعض الآخر التوقف عن العمل وتفادي قضاء ساعات أمام محطات الوقود، بما في ذلك أصحاب الحافلات سواء الحضرية أو التي تعمل على خطوط بعيدة، والذين رأوا أن دخولهم تلك الطوابير يجعلهم يقضون معظم الوقت فيها. وعلى الرغم من وجود 69 محطة تابعة للخواص و14 تابعة لمؤسسة نفطال، إلا أن الأزمة مست حتى من هم في البلديات البعيدة التي لا يتواجد بها عدد كافٍ من هذه المحطات، ما حوّل مدينة باتنة إلى شوارع مكتظة بمختلف أنواع المركبات بمختلف ترقيماتها، ما أثر سلبا في حركة المرور التي كانت مختنقة في أغلب محاورها. وفيما لم توضح المصالح المعنية سبب هذه الأزمة رغم كثرة اتصالاتنا بها أمس، إلا أن مصادر ”الخبر” أشارت إلى أن الأزمة المسجلة في نقص مادة المازوت على مستوى ولايات الجنوب وبالأخص ولاية بسكرة، خلقت نوعا من الهستريا لدى أصحاب المركبات الذين سيطر عليهم الخوف في أن يجدوا أنفسهم في منتصف الطريق في حالة لم يتزودوا بالكمية الكاملة بهذه المادة التي تضمن لهم السير والتنقل في أمان وضمان. وفي برج بوعريريج، احتج مساء أول أمس أصحاب محطات الخدمات تنديدا باستمرار أزمة نقص البنزين أمام مركز التوزيع بمنطقة النشاطات في عاصمة الولاية، سرعان ما تحول إلى احتجاج سكان حي 8 ماي 45 المحاذي للمركز، حيث قام إثره الشباب بغلق المدخل الجنوبي لعاصمة الولاية على الطريق الوطني 45، بإشعال العجلات ووضع المتاريس والحجارة، ورشق رجال الأمن بالحجارة، انطلقت بعدها عملية الكر والفر حتى منتصف الليل. واجتمع أصحاب المحطات في مركز التوزيع في ساعة متأخرة مساء أول أمس، للتنديد بما وصفوه انعدام العدالة في توزيع كميات المازوت التي تصل إلى برج بوعريريج على المحطات، وأكد المعنيون تفضيل مركز التوزيع للمحطات التابعة لسوناطراك والطريق السيار وبعض الخواص المحظوظين. وحاولنا استقصاء الأمر من مسؤولي مركز التوزيع، إلا أننا لم نتمكن من ذلك بعد تنصل الجميع، بحجة غياب رئيس المركز والمكلف بحركة التموين بالمحروقات، علما أن عاصمة الإلكترونيك والقطب الصناعي الموعود تتحول إلى جحيم وتغلق منافذها وشوارعها الرئيسية بمجرد تموين إحدى المحطات، ما أثار استياء سكان الولاية وتذمرهم، وهو ما عكسته انتفاضة شباب ”الباطوار” الذين استغلوا تجمع أصحاب المحطات لإغلاق مدخل المدينة بمحاذاة مركز التوزيع بالعجلات المطاطية والمتاريس، ما أدى إلى مشادة بين رجال الأمن والمحتجين استمر حتى الحادية عشرة ليلا. وفي اتصال بمصدر أمني، أكد أن سكان الحي اشتكوا من غياب التهيئة والإنارة داخل الحي، وبمحطة نقل المسافرين المجاورة له، واعتداء فرق الأمن على بعضهم، ما تطلب تنقل مدير الأمن الولائي والاستماع إلى الشباب، والتأكيد على فتح أبواب إدارته أمامهم، لتهدئة الوضع. وردا على ”الخبر”، أوضح مدير الأمن الولائي أن اعتراض مصالحه على توسيع مركز تخزين المحروقات كان لحماية المواطنين المحيطين به، وتمت الموافقة على العملية بعد رفع مؤسسة نفطال للتحفظات وتوفير الشروط التقنية اللازمة، مضيفا أن أشغال توزيع المركز قد تنطلق قريبا.